تلمع أم المشاكل المُتفشية في يمننا الحبيب، ما قصدته هو الانفلات بكافة أشكاله وألوانه كـ "الانفلات السياسي أو الأمني أو الأخلاقي...الخ".
فالأول بات بئراً للفساد ومقبرة للإنسانية المُتمثلة بروح الأخوة بين اليمنيين وبات فلان عدواً لفلان بسبب لعنة السياسة وأصبح الساسة جلادين لا ترأف أسواطهم ببني جلدتهم..
أما الثاني فهو أقرب إلى (غوجانيه) اختلطت بسببها الآثام وارتدى الظلم قناع الزيف والاستبداد وبات يُقتل القتيل ويمشى في جنازته ورَخص الدم البشري حتى انصهر بتراب الأرض، وكما حدث بتعز وبمنتصف النهار وبوسط سوق مكتظ بالناس تتعارك (شِلتان) ويسقط الجرحى بسبب خلافات شخصية والأمن الغائب عن السوق نايم بالعسل، بمعنى آخر الرعب والجرحى والخسائر التي لحقت بالمحلات المتجاورة قُيّدت ضد مجهول أو بالأصح لم تُقيد بالأصل!
هل مازال هناك أمن بعد هذه الحالة وبعد الكَم الهائل من جرائم السفك التي تحدث في تعز – كأبسط مثال – بسبب مهاجمة مجهولين للسكّان العزّل..
الثالثة أشد فتكاً بنا وبأبنائنا وتعتبر خنجراً مسموماً للمستقبل الذي نأمل إشراقه وأقرب مشهد تُصوّره الطفولة الحديثة وكما أسميها (الطفولة على الموضة) فتجد الطفل لا يتجاوز عمره السابعة ويلفظ السموم من الألفاظ في وضح النهار وأمام الجميع وبكل بساطة يبتسم الآباء عند تنبيههم بخطورة ما يغفلون عنه، وللمرة الألف ننبه ونوّعي أن الطفل إذا شب على أخلاق نميمة شاب عليها ودمر مستقبله ومستقبل الأجيال من بعده...
ولولا لا مبالاة الأهالي في تشذيب أخلاق أبنائهم لما وجدنا الدعارة والمخدرات والجرائم تنفث سمّها في الحياة فتصيب الروح بالعُقم فلا تعد ترى إلا اللؤم والكُره والخبيث من كل شيء..
إذن بالضرورة أن تتكالب الجهود لتقييد الانفلات كثيراً وكسر شوكته فهو أخطر ما يكون على البلاد والعباد ولتكن البداية من البيت ويليها الشارع وصولاً إلى الدولة..
نحن بحاجة إلى تقليص كَم المشاكل التي تحاصر النهضة في بلادنا وحصرها فقط على المستعصية أما عن مشكلة الانفلات فليس من المستحيل حلها وإن كانت صعبة نوعاً ما، كل ما نحتاجه هو الرقابة ولي في هذا المحور حديث آخر.
أحلام المقالح
الانفلات أكبر مشكلة! 2069