المتابع والمتأمل اليوم إلى ثورة المؤسسات يعرف ويدرك جلياً حقيقة نظام صالح وإن كان الجميع في الداخل والخارج يعلم تلك الحقيقة، لكنها اليوم بارزة كالشمس في رابعة النهار.. إنه نظام الفساد والإفساد الذي عانى منه جميع أبناء الوطن دون استثناء وظل صالح ونظامه يرعى الفساد ويستقوي بالمفسدين كي يواصل رقصته الشهيرة على رؤوس الثعابين, نظام صالح خلال عام من عمر الثورة الشعبية ظهر بوحشية جديدة لم يعهدها الشعب منذ صعوده إلى الحكم قبل 33 عاماً وإن كان القمع موجوداً، لكنه لم يكن بهذه الصورة التي تجلت كثيراً في جمعة "الكرامة" ومحرقة ساحة الحرية في تعز وأحداث كنتاكي.
والقاع وليس حديثي عن هذه الجرائم والوحشية، لكن الحديث حول حقيقة نظام صالح طوال ثلاثة عقود، إنه نظام الفساد المالي والإداري الذي وصل حدود اللامعقول وكان هذا الفساد هو المفجر الحقيقي للحراك الجنوبي السلمي الذي يعده كثيرون قائد ثورات العربي ,وذلك أن نظام صالح أقصى الجميع في شمال الوطن وجنوبه لكنه تعامل مع الجنوب الحبيب بعقلية المنتصر المهزوم، فصادر حقوق الناس، حيث اضطر الصوت الجنوبي للتداعي والالتئام تحت عباءة الحراك الذي بدأ سلميا ومدرسة عظيمة وشابه الكثير والكثير من علامات القصور (ليس وقتها الآن) خصوصاً في الآونة الأخيرة.
المهم أن فساد نظام صالح جعل الشعب بشماله وجنوبه يصاب باليأس واليأس الشديد من إصلاحه، فخرج الناس إلى الشوارع بثورة عظيمة يشهد لها الجميع.. وهاهو اليوم بعد هذه الثورة يدافع وبقوة عن المفسدين والذين سرقوا ونهبوا أموال الشعب وصادروا الوطنية الخالصة من قلوب الموظفين والمواطنين جميعاً. وما يدعو للغرابة أن قيادات المؤتمر تدعي زوراً وبهتاناً أن ما يجري في داخل المؤسسات إنما هو استهداف لقياداته واجتثاث للمؤتمر وبهذه الخطوة والاعتقاد من قبل المؤتمر يجتث المؤتمر نفسه بنفسه ويقدم نفسه لجماهيره وللشعب بأنه مدافع عن الفاسدين وفي الوقت الحساس والخطر على اليمن والمؤتمر بشكل خاص ينبغي عليه التخلص من الفاسدين وإخراج ملفات الفساد أمام الشعب ليبدأ مرحلة سياسية جديدة يتخلص بها من الماضي البغيض كي يكسب ما أفقده الزمن من جماهيره ويستفيد من اخطائه لكن يبدو أنه يقود نفسه إلى منصة الإعدام وحينها لا صقور ولا حمائم ستفيده ..
أتمنى أن يتخلى المؤتمر عن دفاعه عن المفسدين كي لا يعود عهد الإقصاء والتفرد من بوابة النظام الجديد .
نقطة فاصلة
المؤتمر بعد أن رحل صالح عن السلطة سيكون أمام اختبار حقيقي ليثبت أنه حزب من أجل الوطن وليس من أجل العائلة وعليه تبعات عدة ليتحول نحو مأسسة الحياة الحزبية التي كان بعيداً عنها كل البعد، وليس ماقلته عن المؤتمر لا يوجه بعض منه إلى الأحزاب الأخرى المتواجدة على الساحة السياسية، فكل الأحزاب بحاجة إلى المؤسسية وتفعيلها لتكون حاضرة في المشهد العام الذي نرجوه ليعم الخير والنماء في هذا الوطن الذي سيظل عصياًَ على كل المستبدين والظلمة مهما طال أمدهم وقد أثبتت الأيام القليلة الماضية أن اليمن أبقى وأقوى.