فاسد إذا ضرب الحذاء برأسه صاح الحذاء بأي ذنب أضرب.. تذكرت هذا البيت الشعري..وأنا أتخيل حذاء الضابط الحر وهو يوجهها إلى صدر اللواء الركن /محمد صالح الأحمر ـ قائد القوات الجوية ـ وأحد بقايا النظام،بعد أن طفح به الكيل وهو يسمعه يوجه السب والشتم لضباط وأفراد القوات الجوية المطالبين بإقالته ورحيله, وهو يخاطبهم بكل سخرية واستهزاء "إنه سيقوم بتلبيس الضباط المطالبين برحيله شراشف النساء".
لم يكفِ محمد صالح الأحمر وأفراد عائلته حكمهم لنا طيلة 3عقود,أكلوا ثرواتنا, ونهبوا حقوقنا, وصادروا كرامتنا، حولوا البلد إلى إقطاعية خاصة بهم،بل زاد على ذلك قتلهم وإهانتهم لأبناء الشعب المطالبين بحقوقهم من قبل هذا النظام العائلي.
لقد عض محمد صالح الأحمر- وأنا متأكد –أصابع الندم على تهجمه على الضباط والأفراد المطالبين بإقالته أولاً, وعلى حضوره إلى القاعة ثانياً, لأنه لم ولن يتخيل أن أحداً من أفراده الذي كان يسمع له ويطيع أن يرميه بالحذاء،تعبيراً عن السخط الذي وصل إليه مع زملائه جراء الأعمال التعسفية التي طالتهم،أكلت حقوقهم،ونهبت ثرواتهم،بل وزيادة على ذلك الاستعلاء والاستكبار عليهم،وعدم الالتفاف إلى مطالبهم.
حسناً فعل هذا الضابط،لقد اختار الوسيلة المثلى،للتعبير عن الرفض القاطع لحكم هذه الأسرة وبقاءها على رأس أجهزة ومفاصل الدولة.
لقد لفت انتباهي حديث الضابط الذي رمى محمد صالح الأحمر وهو يقول (بأنه مستعد لجمع أحذية أخرى ورميها في وجه كل فاسد)وكأني بهذا الضابط وهو يقول: رمي الحذاء لم تكن مجرد عاطفة جياشة،أو لحظة غضب عابره, وإنما هي ثقافة ثورية سنعمل على رميها في وجه كل من يحاول أن يقف أمام مطالب الثوار في كل أجهزة ومفاصل الدولة.
عندها تذكرت الشباب الذين فتحوا صدورهم العارية لمواجهة رصاص العائلة،التي اخترقت أعناقهم وسكنت أجسادهم فسقطوا شهداء وجرحى،ورأيت عدالة السماء قد حلت.
ها هم أولئك الذين وجهوا الرصاص الحي إلى الشباب أصحاب الصدور العارية،عليهم أن يستقبلوا أحذية الثوار في كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية،إذا فكروا في كبح جماح الثوار المطالبين بتطهير مؤسسات الدولة من رجس فسادهم ودنس استبدادهم.. وكما تدين تدان.
ياسر الجابري
بقايا النظام...في مواجهة الثوار 2198