تمخض مؤتمر بيروت الذي انعقد برعاية إيرانية وتحت شعار "اليمن الذي نريد" عن بيان هزيل وتوصيات سقيمة ونتائج كسيحة، وهذا لم يكن مفاجئاً ولا غريباً لأن ما بني على باطل فهو باطل، وكيف تريد من مؤتمر يرعاه الشيطان الأصغر ويتولى العناية به واستضافته حزب الله وبإشرف مباشر من السيد/ حسن نصر الله ـ قائد المقاومة وراعي الممانعة.
لقد جاء انعقاد هذا المؤتمر ـ "الوطني" جداً والثوري حتى النخاع ـ في إطار العمل على التقارب اليمني ـ الإيراني وتدشيناً للمشروع الفارسي في العربية السعيدة والدولة "المدنية الحديثة، إنهم طلائع الغزو وبشائر التدخل الإيراني والتمدد الشيعي والتوسع الصفوي ووكلاء الخامنئي والسستاني والشيرازي، وبالطبع فإن الأمر لا يشمل كل من حضر وشارك في هذا المؤتمر الضرار، فهناك أعداد من المشاركين والمشاركات لا يعرفون الأهداف الحقيقة ولا يدركون الغايات الخفية وليسوا في وادي الشيعة والتشيع وليسوا أعضاء رسميين في حزب إيران في اليمن، ولكنهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون يعملون في مشاريع غيرهم ويتحولون إلى أدوات بأيديهم.
وهذا ما ظهر جلياً من البيان الختامي الصادر عن هذا المؤتمر اللاوطني والذي جاء تحت عنوان ـ إعلان بيروت.. والذي أكد على استمرارية الثورة وأن المبادرة الخليجية مرفوضة جملة وتفصيلاً ولا تتفق وأهداف الشعب اليمني العظيم، طبعاً هم يقصدون لا تتفق مع المشروع الإيراني "العظيم" والذي يرفض المبادرة وأي تسوية سياسية وخطوات توافقية ولم يعد خافياً على أحد الجهود التي يبذلها حزب إيران في اليمن لعرقلة حكومة الوفاق الوطني وإفشال الثورة وإسقاط الدولة، أما فيما يتعلق بالدولة "المدنية" الحديثة والديمقراطية التي دعا لها البيان وإعلان بيروت المزعوم لقيامها بمرجعية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ـ حسب قولهم، فإنها لا تعدو كونها شعارات إعلامية ودعوات استعراضية وخادعة وكاذبة وزائفة مضللة، والجميع يعرف قصد وهدف الشيعة والحوثيين و"أنصار الله" وأبنائه وأحبائه.
وقد ظهرت دلائل وعلاقات هذه الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية في المناطق التي يسيطرون عليها والمعارك التي يخوضونها والحروب التي يشنوها والجرائم التي يمارسونها وفي هذا السياق، فإن البيان لم ينس الحديث عن "قضية صعدة" وأن معالجتها من أولويات الثورة وإشراف أبناء المحافظة في العملية السياسية ووقف التحريض ضدهم على أسس مذهبية!!
هكذا يتحدث بيان المؤتمر الوطني، وبهذه اللغة يتكلم من يعتبرون أنفسهم ساسة كبار وحقوقيين لا يشق لهم غبار، إشراك أبناء محافظة صعدة في العملية السياسية، وكأن هناك من يمنع ويحاصر أبناء صعدة من العمل السياسي، ثم ما المقصود بأبناء صعدة، ومن الذي يمنعهم من المشاركة، والواضح والجلي أنهم يقصدون ـ الحوثيين ـ باعتبار أنهم ـ يمثلون أبناء صعدة لا غيرهم.
والدليل على ذلك قولهم ـ وقف التحريض ضدهم على أسس مذهبية، وبهذا يفصح المؤتمر عن هويته الحقيقية وخلفياته الطائفية والمذهبية وحتى المناطقية والانفصالية التي ظهرت جلية عندما تطرق البيان للقضية الجنوبية، حيث أكد على أن الوحدة كالسلام لا تدوم وتستمر إلا إذا كانت وحدة انداد، ليس ذلك فحسب بل أن ـ إعلان بيروت ـ دعا إلى إعادة صياغة الشراكة بين الجنوب والشمال وبسرعة تقديم "الشماليين" ـ اعتذار واضح وصريح "للجنوبيين" على ما لحق بهم من ظلم وحرب عدوانية"!!.
ولا تعليق فالعبارة أبلغ من الإشارة.
عبد الفتاح البتول
مؤتمر بيروت وبيانه الختامي..التوجه طائفي والمسار انفصالي!! 2028