لم يسعفنِ الوقت بالمشاركة في حملة نبدأ سوا، ففي اليوم الذي اتصلت بي فيه الزميلة وفاء الصغير منسقة الحملة لتخبرني بالزمان والمكان المحددين لانطلاق الحملة، كان هناك تضارب مسبق في جدول مواعدي ولم أقدر على الاعتذار لإني كنت أود المشاركة ولو من خلال الكلمة.
حملة نبدأ سوا انطلقت في شوارع أمانة العاصمة وعشرات الشباب والشابات يقومون بتنظيف الشوارع والأرصفة وإعادة طلاء الأرصفة باللونين الأصفر والأسود في مشهد يعكس عظمة همة شباب وشابات هذا الوطن.
جيل جديد قادر على المبادرة ولا ينتظر التوجيه والأمور كما أعتاد عليه مسئولو الأشغال والبلدية الذين لا يؤدون وظائفهم إلا بتوجيهات عليا وكأنما هم موظفون تحت التوجيه وليس تحت المسئولية.
بالأمس كنت مستقلاً أحد الباصات إلى مقر عملي شاهدت شباب وشابات الحملة في شارع الزبيري وسط العاصمة تحت جسر كنتاكي يقومون بعملهم بكل همة، يقومون بعملهم الرائع وسط دهشة شعب اعتاد أن يرى مظاهر المسلحين وهم يلقون كل مخلافاتهم في الطرقات والشوارع ولم يعتاد على رؤية فتية وفتيات اليمن يحملون الكمبيوترات الشخصية على أظهرهم وفي أيدهم الطلاء والمكانس ينظفون الشوارع ويعيدون إليها رونقها وجمالها.
مشادة كبيرة خضتها مع الراكب إلى جواري والذي أخذ يسخر من المنظر، لكنه صمت عندما أكدت له رد على سؤاله بإني سأسمح لنفسي وأهلي بالمشاركة في تنظيف الشوارع في مشهد كهذا
لاذ بصمت الحجر حتى أنهى مشواره.
نعم لنبدأ سوا ونستشعر مسئوليتنا ونتعلم من الشباب مثل هذا السلوك الحضاري الذي يكشف عن جيل جديد يريد رؤية اليمن أجمل،هؤلاء الشباب هم أمل اليمن وهم من سيوقظون فينا روح العمل الطوعي الذي دفنته في نفوس اليمنيين جبال من ركام اللهث وراء المادة والمصلحة.. لنبدأ سوا ونشد على أيديهم ونبارك خطواتهم أو علينا أن نلوذ بصمت ونترك من يجد في نفسه المسئولية والرغبة والقدرة أن يعمل من أجل اليمن.
فاروق مقبل الكمالي
لنبدأ سوا ..... 1807