كثيرة هي المشاكل القبلية والثغرات التي تعاني منها اليمن والتي كانت تعالج من قبل القبائل، فيما بينها على أسس الصلح القبلي، فلا تظهر الحكومة إلا بعد انتهاء الحروب أو النزاعات القبلية، فتصل إلى مواقع النزاع ضيفاً غير مرغوب فيه، تبحث عن الشيخ لأخذ أجرة الأطقم التي خرجت بالحملة العسكرية وتعود إلى مقراتها كما خرجت.
وهكذا كانت الحكومة وما زالت، ولكن منذ اندلاع أو تفجر الثورة الشبابية قام النظام السابق بوضع خطة مغايرة للانتشار الأمني تسمى خطة الانفلات الأمني المتعمد، لهذا كثرت المشاكل القبلية وانتشرت وتوسعت ونحن نلاحظ هذا الانفلات الأمني من خلال ظاهرة خطيرة جداً اصطنعها النظام السابق وعود الشعب عليها، إنها ظاهرة قطع الطرقات في حال حدوث المشاكل قتل بين طرفين أو قبيلتين أو قبيلة وقوات عسكرية، إنها ظاهرة أجبرت المظلومين على فعلها ليس فخراً ولا حباً بها، بل تستخدم هذه الظاهرة لمحاولة لفت انتباه المظلومين (أهالي المجني عليه أو المظلوم أحياناً) إلى مطالبهم من قبل الحكومة التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم إلا بما تريد، فتضطر القبائل المدعية للحق لقطع الطرق العامة الرئيسية للفت انتباه الحكومة إلى مطالبهم.
أنا هنا لا أدافع عنهم، بل أدعوهم إلى التحلي بالصبر واستحضار الحكمة اليمانية في حل مشاكلهم، ولو بعد حين، فالحكومة لن تمنحكم ما عجزت عنه سابقاً ولن توليكم أي اهتمام, ويجب أن لا نصلح الخطأ بخطأ أكبر منه ولا نستغل الانفلات الأمني المقصود في قضاء ثاراتنا القبلية, فنحن أهل الحكمة والإيمان كما وصفنا المصطفى عليه أفضل السلام.
كما ويجب على الحكومة الجديدة أن تلتفت لمثل هذه الإشكالات التي قد تزعزع أمن واستقرار الوطن, وتثبت للشعب أنها مختلفة تماماً عن حكومات الفساد السابقة.
رمزي المضرحي
لا لقطع الطرقات 1630