الجريمة التي تغضب لها وتفزع منها الأرض، ولا يعدلها ذنب هي قتل إنسان.. أياً كان هذا الإنسان.. أياً كان دينه أو جنسه.. أو عقيدته أو مذهبه.
وكانت صيحة الإسلام في وجه هذه الجريمة أكبر صيحة.. لأنها اتهمت قاتل النفس الواحدة بأنه يرتكب جريمته في حق الإنسانية كلها وواجب على الإنسانية أن تقتص لنفسها من قاتلها حتى تحيا وتعيش..(1).
هذا هو التحذير!! في محكم الآيات والتنزيل قال الله تعالى: ((من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً))..
وقال عز وجل: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً"..
وهذا هو العقاب وحكمته: ((ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)) ثم يمتد غضب الله عز وجل على القاتل فيرميه في النار ليخلد فيها ((ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)).
والسؤال الذي نطرحه بوضوح وشفافية: هذه الدماء الطاهرة الزكية التي سالت وأهرقت وأريقت وسكبت وسفحت وسفكت بغزارة في كل محافظات ربوع وطننا الحبيب دون استثناء للثوار التواقين للعدل والحرية والعزة والمجد والكرامة والمساواة والتغيير، هذه الجرائم البشعة لم تستثن شيخاً ولا امرأة ولا شاباً ولا طفلاً.. لصالح من ارتكبت؟ وبأي ذنب قتلت؟.. جرائم كبيرة وفظيعة يندى لها جبين الإنسانية ويشيب لهولها الوالدن وتهتز لها المشاعر والواجدان لن تسقط بالتقادم ومحال أن تسقط! وسيحاسب مرتكبوها عاجلاً أم آجلاً! ولن يفلتوا من العقاب، أين هؤلاء المجرمين القتلة سفاكي الدماء ومزهقي الأرواح البريئة من قول الحبيب المصطفى والرسول المجتبى صلوات الله وسلامه وبركاته وإكرامه وتحياته وإنعامه عليه القائل: ((لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم)).. والقائل صلوات ربي وسلامه عليه: (( أول ما يقضى بين العباد يوم القيامة الدماء))..
وقد حذر عليه الصلاة والسلام في آخر وصاياه، في حجة الوداع وهو يخطب فوق جبل عرفة من هذه الجرائم قائلاً: ((إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".
وبكل استخفاف ومهزلة وسخرية وبعد هدم بنيان اليمن فوق رؤوسنا والقتل للثوار والثائرات السلميين تسنون قانوناً يًدعى قانون الحصانة والضمانة للمجرمين القتلة، تبتدعونه ابتداعاً وأنه من قوانين السيادة، علماء السلطان والسوء والبهتان يفتون لولي نعمتهم بالقتل وسفك الدماء وبعض العلماء والوعاظ يفتون للحصانة والضمانة بحجة درء ودفع مفسدة كبرى بمفسدة صغرة كما يدعون! قاتلهم الله أنى يؤفكون! ولا ألحقهم الله خيراً!.
وهذا القانون ترفضه كل الشرائع السماوية ولا أبالغ إذا قلت بل ترفضه كل القوانين الوضعية ويعتبر إهانة للشعب اليمني بأسره.
الشباب اليمني الثائر الذي ينشد التغيير أكرم وأفضل وأحسن وأنفع للمجتمع.. فأعينوه ليكون أمن الأمة ولا تروعوه فيروعكم.
عضو الأمانة العامة للحركة الديمقراطية للتغيير والبناء
1. الإرهاب المرفوض والإرهاب المفروض أ. حسن دوح
E – mail:shab15@ymail.com
شهاب الدين المحمدي
قانون الحصانة.. من يمنح من؟ 1759