;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

الثورة والهدف الكبير 1989

2012-01-25 16:18:23


أنجزت الثورة اليمنية هدفا كبيرا حين أجبرت صالح على مغادرة البلاد، وهو ما يعني العمل بقول الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (33) سورة المائدة فخروجه هو جزء واضح من النفي من الأرض، وإن كانت الثورة والثوار يسألون الله عز وجل أن يمكنهم من محاكمته وما ذاك على الله بعزيز.
عندما خرج الثوار والثائرات يعلونها ثورة سلمية كان هتافهم الموحد ارحل، وها هم اليوم وبفضل من الله عز وجل قد رحلوه، وها هي أمريكا التي خدمها عمره كله تعلن أنها لن تقبله إلا للعلاج، وأنها تبحث له عن منفى خارج أراضيها، وأمريكا في صنيعها هذا تعلن للدنيا أن الحكام يرحلون وأن الشعوب تبقى وقد أخبرت صالح في أول الأمر أنها تتعامل مع اليمن وليس مع شخص، وأن مصالحها مرتبطة بالشعب اليمني وليس بصالح، وهذا ما تحقق بالفعل، فالشعوب هي الباقية.
إن خروج صالح مثّل ارتياحاً كبيراً لبلد عانى منه معاناة شديدة أوصلت المناضل الحر الثائر الكبير الأستاذ/ محمد سالم باسندوة أن يبكي لأجل اليمن، مستشعراً بالخطر العظيم من بقاء هذا المستبد داخل اليمن، ولعل الله تعالى قد اطلع على صدق نية باسندوة فأخرج صالح، بعد أن ترك كل من معه في العراء، فالحصانة له ولا تشمل حتى أولاده، واستثنت الحصانة كل عمل له علاقة بالإرهاب ومفهوم الإرهاب واسع وفضفاض يبتدئ من الإرهاب الفكري والمعنوي وينتهي بالقتل ويمر بالتحريض على القتل، وهو ما يعني أن من صاغ القانون قد لف حبل المشنقة حول من باعوا أنفسهم لصالح بيع نفاذ، فخسروا الدنيا والآخرة.
إن الثورة والثوار ومن خلال التصعيد السلمي المتصاعد، والأداءات النضالية الكبيرة لكل مكونات الثورة قد أنجزت الهدف الكبير: إرحل. فرحل. وإن الثوار والثائرات بامتداد الوطن اليمني الكبير يحمدون الله عز وجل على هذا النصر، الذي منحه للثورة اليمنية المباركة.
أظهرت لحظات الخروج التي مر بها صالح أمرا مهما جدا ألا وهو أن الله تعالى هو القاهر فوق عباده، وإن ظن الطغاة وأزلامهم أنهم سينجون بمكرهم من مكر الله بهم هو ظن باطل، وأن الله تعالى يملي للظالم فإذا أخذه لا يفلته، وهو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أملى لابن علي فلما أخذه لم يفلته، وأملى لمبارك فلما أخذه لم يفلته، وأملى للقذافي فلما أخذه لم يفلته، وهي سنة الله التي مصت في عباده، وقد تعامى عنه صالح ومن معه، وتجاهلها وكأنه قادر على الإفلات من أمر الله، فصدق الله في أمره، وكذب المبطلون.
إن مطلب الرحيل هو مطلب الثورة من أول يوم وها هو صالح قد أذعن له، فلماذا لم يتسجب له من أول ما طولب به؟ ماذا استفاد من العناد والكبر والمراوغة والمماطلة، لماذا كل هذه الخسائر من الأنفس الغالية، من الأطفال والرجال والنساء والشباب، لماذا عذب شعبنا سنة في الشارع، ولكن صمود الثوار هو الأداة التي أخرجه الله بها من بلاد اليمن.
إن خروج صالح قد أعطى الثوار دروسا عملية أنه لا توجد أهداف مستحيلة التحقيق، أو غير قابلة للتطبيق، ألم يتساءل ذات يوم يرحل من يرحل؟ بل زاد عليها أن قال: يرحلوا هم، أي الشعب، فمن الذي رحل.
إن خروج صالح أكد للثوار أن الصبر في الساحات والثبات في الميادين والاستمرار في التصعيد هو الطريق الصحيح لتحقيق الثورة لأهدافها، وها هي اليمن تنفي صالح خارج جسد المجتمع اليمني الطاهر النظيف، وتعلن للعالم أن الثوار يعرفون من أين تؤكل الكتف، وأن اليمنيين الحكماء يعرفون كيف يؤدبون الطواغيت، فمزيدا من الصبر لتطهير اليمن من الفاسدين.
أيها الثوار لا تنسوا أن اليمن منهوبة وأن صالح ومن معه قتلوا النفس ونهبوا المال، وأن العدالة تقتضي أن نفي بعهود الشهداء في دمائهم، وأن نفي لليمن في استرداد الأموال الني نهبت من الخزينة العامة، إن بلادنا تحتاج كل ريال تم نهبه واختلاسه، آن الآوان أن ينعم اليمنيون بأموالهم في إعمار اليمن الجديد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد