أحداث متسارعة تمر بها الأمة العربية اليوم في أنحاء عديدة من أراضيها الواسعة "مظاهرات" و"ثورات" و"صدامات" أدت إلى سقوط أنظمة ديكتاتورية تسلطية، تربعت على كراسي الحكم منذُ قرون طويلة، وقضت على خيرات الشعوب ومقدراتها الكبيرة.
تغّيرات عدة علمتنا الكثير من المعاني، مفادها أن الأشخاص زائلون، وأن الأوطان هي من تبقى، وأن لكل ظالم نهاية، ونهاية مأساوية.
وعلمتنا أن نعمة الأمن لا يُعرف قدرها إلا حين تفقد، فإذا فقد الناس الأمن انقلبت الأمور رأساً على عقب، وعمت الفوضى، وساد الخوف والقلق بين الناس.
وعلمتنا الثورات أن الشباب هم عصّب الحياة، وهم حامي حمى الأوطان، وهم أبناء اليوم، ورجال الغد، وأمل الأمة، وحاضرها ومستقبلها، وأن الدول إذا لم تستغل طاقات الشباب فأنها عرضة لاشتعال والانفجار.
وعلمتنا الثورات أجمل معاني الصبر، وضبط النفس، وتحمل المشاق، والتوكل على الله، والتقرب إليه، ومناجاته، والركون إليه، والتغلب على شهوات الدنيا ومغرياتها الزائلة.
وعلمتنا الثورات أن بعد العسر يسر، وبعد الليل يطلع الصباح.
وعلمتنا الثورات أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وأن لكل ظالم نهاية.
وعلمتنا الثورات أن الناس بحاجة إلى قادة حكماء أمناء على مصالح الناس، وعلى أوطانهم.
وعلمتنا الثورات أننا نستطيع فعل المستحيل، وأن التهديد والوعيد من قبل الحاكم وجيشه العتيد لا يخيف، ولا يعيق، وأن لا قوة إلا قوة الله تعالى فهي وحدها من تضعف إرادة الشعوب إذا انتفضت في وجه الظلم والاستبداد.
كما علمتنا الثورات أن الحكم الإسلامي بات اليوم هو الخيار الأول، والمطلب الأساسي لدى غالبية الشعوب العربية، وان الإسلام منهاج حياة متكامل، وليس كما كان يروج له أعداء الله حاضن للعنف، وراعي للإرهاب.
موسى العيزقي
عن قرب علمتنا الثورات..! 1752