تحركت بعض الشعوب العربية وثارت معلنة رفضها للظلم من قبل الأنظمة الحاكمة فيها... من هذه الشعوب من حققت النصر ومنها من تنتظر. تعددت الروايات والتهم عن هذه الثورات فهنالك من اتهمها بأنها صنيعة أمريكية أو غربية وان الشعوب العربية مجرد أداة.. ومنهم من اتهم الشعوب أنها إلى الآن لم تعرف ما تريد.. لكن المهم الآن..لماذا ثارت هذه الشعوب بعد عشرات السنين من الظلم والاستبداد؟؟ لماذا تحركت كل هذه الشعوب وبشكل موحد تقريباً لتغير الخارطة السياسية في العالم العربي؟ -
هل السبب هي التربية التي عاشها أجدادنا سابقاً بالحرص على لقمة العيش وعدم رفض قرار المسئول والحاكم آيا كان هذا القرار، فاعتاد أجدادنا على الظلم والقهر من أيام السخرة إلى الإقطاعيين إلى بائعين الوطن بحجة الوطنية وأجدادنا لا يقولون لهم لا.. - أم أن السبب هو الصحوة الفكرية التي دبت في أوصال الأمة فأعادت لها الحياة والنظر إلى حياة كريمة يرضاها لنا ديننا وعقيدتنا التي ترفض كل أشكال الظلم والاستعباد وتضع الخطوط السليمة للحكم الرشيد. - أم أن الثورة التكنولوجية وما رافقها من انترنت وطرق تواصل استطاعت أن تسهل الاجتماع والتواصل دون الالتقاء جسدياً، فاستطاع الثوار رسم خططهم ونشر أفكارهم عبر شبكات التواصل المتاحة وبذلك استطاعوا إيجاد رأي عام قادر على إعطاء إشارة البدء بالتغيير. - أم أن الهوان والضعف التي تعيشه الأمة الإسلامية عامة والوطن العربي خاصة، فقط استبيحت امتنا لكل الدول الأخرى وضاعت أرضنا في فلسطين والعراق ودنست مقدساتنا في الأقصى واستشهد أبناؤنا في كل بقعة على سطح الأرض حتى بتنا أهون واضعف شعوب الأرض وراء ذلك.
أم أن ثروات أرضنا ذهبت لغيرنا وأصبح العربي يتلقى الدعم والمعونة من الذي يستنزف ثرواتنا من أرضنا؟
قد تكون هذه الأسباب مجتمعة تلاقت مع بعضها البعض لتعطي للربيع العربي لونه الزاهي الذي ظهر به أمام العالم اجمع ليعطي للشعوب العربية أملا جديدا بان لها القدرة على التغيير وبان جسد الأمة لازال يملك قلباً قوياً حتى وان وهن الجسد، فقلب ينبض في الحرية خير من الجسد الذي يهد جبل ويعمل على حماية السلطان...
محمد الحجافي
الربيع العربي...لماذا الآن؟ 1701