عنواننا هذا ليس مقصوداً به البرنامج النووي، أو المنظومة التكنولوجية القتالية التي تمتلكها كل البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والتي تجعلها قادرة على شن وخوض حرباً فضائية كونية؛ لامتلاكها ترسانةً من الأسلحة النووية والصواريخ القارية، وما السلام والأمن الدوليين إلا نتيجة وثمرة لتوازن قوى الرعب النووي، والذي فرض على البشرية قدراً، ولولاه لكان الأمر مختلفاً.
أما حربنا هذه والتي أساس مقالنا ليست من هذا القبيل ولكنها قريبة منها، وهي حرب الأفكار والمفاهيم والعقائد والثقافات، وهي ـ أي هذه الحرب ـ هي نوع من أنواع تصدير الثورة الشيعية الرافضية، وأسلوب من أساليبها الخبيثة، هي حرب الفضائيات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية، والتي تشنها الرافضة بلا هواده ولا استرخاء، ليست ضد أعداء الله من يهود أو نصارى، وإنما ضد الأمة المحمدية جمعاً، بمختلف مذاهبها وتوجهاتها الفقهية، وهذا يلاحظ عند امتلاك المرء الجهاز الريموت كنترول والتنقل به بين القنوات الفضائية ـ والتي هي في ازدياد مضطردـ ليلاحِظ هذه القنوات الفضائية الشيعية المتناثرة كحبات خرز خبيثة في مسبحة المرشد العام، هدفها بث التشيع وترويج وتبرير الحقد الأسود على السنة وأهلها، ومن جانب آخر تشويه للإسلام والصد عن سبيل الله كثيراً، وهي معاول هدم أينما كانت، وصدع في كيان الإسلام وأسّه من خلال بثها ونشرها لثقافة الحقد والحزن وإبراز مواكب الحزن الجماعية، والتي يتخللها البكاء والعويل ولطم للخدود وشق للجيوب ودعوى الجاهلية وجلداً للذات المبتدعة الآثمة، وكل ما يعتمل في هذه الحسينيات من هذه البضاعة أو قريب منها، وهذا هو الإسلام في نظر الشيعة الرافضة الذي يجب تصديره للعالمين ـ أخزاهم الله ـ، وقلَّما تجد قناة تلفزيونية شيعية تشذ عن هذا السبيل المشين، سبيل البدع والضلال والخرافة، وفي نظر القوم هو أسلوب معاصر في حربهم المقدسة ضد الإسلام والمسلمين المستمرة منذ فجر التاريخ منذ عهد عبد الله بن سبأ - قاتله الله - إلى عهد الآيات وولاية الفقيه..
تتطور هذه الحرب وتتكيف حسب الزمان والمكان ابتداءً بالتقية عند ظهور السنة وانتشارها والى الظهور والبروز والتصريح بالمعتقدات الفاسدة في حالة الاستقواء، كزماننا هذا استقواءً بظهور دولة الرفض العالمية (إيران) دولة العمائم السوداء والتي لم تألوا جهداً في تصدير مذهب الرفض عالميا،ً مستغلة كل الظروف المتاحة زمانياً ومكانياً وكل الموجات والاحتجاجات، ومن ضمنها الربيع العربي كما يقال والذي استغلته أيما استغلال، ظهر ذلك جلياً في اضطرابات البحرين الأخيرة..
نقول هذا الكلام ونستطرد ذالك الاستطراد الاضطراري، في حين جُلّ القنوات المحسوبة على المذهب السني تدندن وترقص وتعيث فساداً وتصدِّر المُجون، في مقابل تصدير الثورة الرافضية لهذه القنوات، ونحن في غِنى عن ذكر أسماء تلك القنوات، والتي مراكز تمويلها وتشغيلها غالباً من الدول الخليجية، دول الفخامة والفِيَز والإقامة،هل بعد ذلك الاستعراض الموجز نشهد إعادة النظر من قبل الدول الممونة والممولة، وإدارات هذه القنوات التلفزيونية، والمادة المقدمة للمشاهد العربي المسلم مستقبلاً بما يخدم العقيدة، ويقوِّي الإيمان، ويربط الخلف بالسلف ارتباطا وثيقاً.... آمل ذلك وفي الـأمل حـيـاة.
المكلا – حضرموت
مصبح بن عبد الله الغرابي
الحرب الفضائية 1585