لقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج لمقاصد طيبة، ولأغراض جليلة، وجعله نعمة من نعّمه العظيمة على الإنسان، حيث يحقق الزواج إكمال الدين، و تكاثر النسل واستمراره، و به تبُنى المجتمعات المسلمة الصالحة والمحافظة، وبه يكّمل المسلم نصف دينه.. ومن هذا المنطلق فقد وضعت الشريعة الإسلامية سنناً وشروطاً لهذا الزواج ومن أهم تلك الشروط (المهر) ويسمى صداقاً وجهازاً وهو مبلغ من المال يدفعه العريس لأهل العروسة، وقد قرر العلماء أن المهر لا حد له وما هو إلا إمضاء لسنة أزلية، وإنفاذ لفريضة فرضها الله سبحانه وتعالى.. لكن الله ورسوله نبه بعدم التعسير حيث وديننا الإسلامي دين يسر، فقد نهى عن المغالاة في المهور لأنها منافاة لليسر الذي أمر الله به في هذا الدين، فقال تعالى: « ما جعل عليكم في الدين من حرج».. ودعا الإسلام إلى الاقتصاد في طلب المهور، وتيسير إجراءات الزواج جميعها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم الزواج بركة أيسره مؤنة» ولكن إذا نظرنا إلى العادات والتقاليد الموروثة في وطننا اليمني الحبيب، فإننا نجدها تختلف من مجتمع إلى آخر ومن محافظة إلى أخرى، خصوصاً العادات والتقاليد الخاصة بالزواج، ولكنها قد تتفق في معظم المجتمعات من حيث ارتفاع المهور.. هذه الظاهرة أصبحت سمة بارزة ومنتشرة في أوساط مجتمعنا اليمني المعاصر، فأصبح معظم الآباء ينظرون إلى الفتاة على أنها سلعة قابلة للبيع في سوق المزاد العلني.دون عمل أي اعتبار للدين والأخلاق الفاضلة، والحسب و النسب في الشخص الذي يريدُ التزوج بابنته، حيث أصبح المال وحده هو الشغل الشاغل لمعظم الآباء، فلقد تركت هذه الظاهرة آثاراً غير ايجابية على مجتمعنا اليمني المحافظ ومن الآثار الناجمة عن هذه الظاهرة :
- انتشار ظاهرة العنوسة في صفوف الجنسين.
- العزوف عن الزواج أو تأخيره بالنسبة للكثير ممن يرغب فيه وذلك لعدم تمكنهم من تأمين هذه المبالغ الخيالية.
- لجوء معظم الشباب إلى سلوك طرق غير سوية لسد حاجاتهم الجنسية، مما يساعدهم على الوقوع في فخ الرذيلة، وانتشار الكثير من الفواحش، وفتح الأبواب أمام وسائل الفساد وأندية اللهو الخلاعة والانحراف السلوكي والأخلاقي، والشذوذ الجنسي وغيرها من البلاوي.
- كذلك كثرة السُلف المالية، وتراكم الديون على كاهل الشباب الراغبين بالزواج.
- أيضاً لجوء بعض الشباب من الجنسين إلى الزواج العرفي،أو زواج المتعة،حيث يسعى الكثير من الشباب ( من الجنسين ) نحو الإشباع الجنسي لغرائزهم ورغباتهم بطرق محرمة، ويسلكون مسالك غير سوية.
أخيراً.. يتوجب علينا جميعاً الوقوف إزاء هذه الظاهرة السيئة والسلبية وذلك لتركها كي نحقق الهدف من الزواج وهو (السكن النفسي، والاستقرار، والمودة،والرحمة، وبناء الأسرة الصالحة المستقيمة على هدى الإسلام ).
كذلك العمل معاً من أجل وضع حد لانتشار الرذيلة، والتقليل من ظاهرة العنوسة، والعزوف عن الزواج.
كذلك تقليل نسبة الفساد وتحصين النفس من النظر إلى المحرمات،وحصول البركة والتوفيق بسبب المهر اليسير، حيث قال صلى الله عليه وسلم ( أكثرهن بركة أيسرهن مؤونة).
Musa.najy@hotmail.com
موسى العيزقي
تجارة المهور 2188