أثبتت المعارك الدائرة في منطقة كتاف بين القبائل والمتمردين الشيعة أن الحروب السابقة وتحديداً من الحرب الرابعة كانت غير حقيقة وفي أحسن الأحوال لم تكن إرادة الحسم موجودة ولا العقيدة القتالية واضحة، وأن المتمردين استفادوا من الانقسام والخلاف الموجود داخل المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة اليمنية..
 وها نحن نرى القبائل الشريفة والرجال الصادقين والمخلصين يُلقنون الحزب النازي وعبده الحوثي دروساً في المواجهات الحقيقية والروح القتالية والدفاعية، ويحققون تقدماً وانتصاراً لأنهم يدافعون عن الحق ضد الباطل، وينصرون المظلومين والمستضعفين ضد المجرمين والمستكبرين والطغاة المعتدين الذين بغوا في الأرض، فأكثروا فيها الفساد، والحلف الذي دعت إليه القبائل وعلى رأسها قبيلة وائلة واجب علينا نصرته والوقوف معه وتقديم يد الدعم والمساندة له، على كافة المستويات المادية والمعنوية والمالية والإعلامية، إنه حلف الفضول الجديد ومعسكر الحق المبين وجبهة الدفاع عن الدين والنفس والعرض والمال، إنها ظاهرة فريدة، وتجربة رائدة في توحد وتكاتف وتعاون أهل الحق والخير والنصرة.
لقد كان تشكيل حلف يجمع القبائل اليمنية من أهل السنة والنصرة واجباً شرعياً وواقعياً لمواجهة العدوان الحوثي النازي، وقد جاء حصار دماج والعدوان الذي وقع عليها سبباً لإقامة هذا الحلف وتأسيس هذه الجبهة وهذا الحلف الذي ليس له دوافع حزبية أو سياسية أو مذهبية أو سلالية أو مناطقية، وإنما يهدف حسب ما ورد في بنوده إلى قيام الموقعين على وثيقة الحلف المناصرة في حال وقع ظلم واعتداء من الحوثي، وأن يتعاون أبناء الحلف بتأمين طرق تواجدهم، وأن يتوصلوا إلى هدنة بين أبناء قبائل الحلف، ويعتبر هذا الحلف عهداً لله بين أبنائه الموقعين عليه وأن بنوده قابلة للتعديل والإضافة.
وقد كان موقف قبائل الحلف من الوساطة التي قام بها الشيخ/ حسين الأحمر واضحاً وصريحاً وحاسماً وشجاعاً فقد كان موقفهم المشرف على نحو التالي:
إن كان الحوثي يريد أن يعيش مواطناً كسائر المواطنين في جميع المحافظات، فنحن مستعدون للتحاور والتعايش معه، يا له من موقف رائع ومنطق واقعي وحديث عقلاء وحكماء وصادق، يشترط على المتمردين ترك ما هم عليه من التسلط والتسلح المفرط والعدوان المستمر والتوسع الدائم، وأن يعودوا مواطنين مثلهم مثل غيرهم، لهم من حقوق ما عليهم من الواجبات، فإن هم استجابوا لذلك ولن يفعلوا دخل الناس في صلح وتصالح وأدى ذلك إلى التعايش وهذه فرصة للحوثي ومن معه للدخول فيما دخل فيه الناس وترك العناد والتعجرف والاستعباد والاستعلاء والتكبر ولكنني متأكد من أنه لن يفعل، فإنه واقع تحت تأثير القوة والكثرة والاغترار بالخطاب الإعلامي، والذي يهمنا هو استمرار هذا الحلف المبارك وتوسيعه وادعو بقية القبائل للانضمام إليه والاجتماع حوله وخاصة القبائل والمشائخ والشخصيات الاجتماعية والأعيان والأفراد الذين تعرضوا لاعتداءات المتمردين الشيعة من خلال السنوات الماضية عملاً بقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"..