إن الثورة الشبابية الشعبية هدفت إلى عدة ومن أهمها:
1. إقامة شعب الإيمان المتعلقة بإحقاق الحق، وإزهاق الباطل، فيكون السلطان للحق ويتداعى الناس على ذلك ويوالي بعضهم بعضاً على ذلك، قال الله تعالى: {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} (73) سورة الأنفال.. إي: إن لا يوالي بعضكم بعضاً تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، فعلو فاجر في الأرض هو علو لكل الفجرة والظلمة في الأرض، وهو مبارزة لله بالمعصية، ولأمره بالعصيان، وعلو بار في الأرض هو علو لكل الأبرار في الأرض، فإحقاق الحق وإبطال الباطل، هدف إيماني كبير، تحركت لأجله المعركة الفاصلة في تاريخ الإسلام، فإن الله تعالى يقول عن يوم بدر يوم الفرقان: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (8) سورة الأنفال، ومن هنا فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضى وتابع" رواه مسلم، وعند مسلم وأحمد: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته، ويتقيدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون؛ فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"، فصريح الإيمان جهادهم بحسب القدرة في ذلك كله، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
2. إعادة رسالة الأمة الإسلامية في نصرة المظلومين، وقمع الظالمين، إن علينا أن نستغفر الله تعالى ونتوب إليه في كل مظلوم تركنا نصرته بامتداد الوطن، وأن نبادر لنصرة المظلومين عملاً بأمر الله تعالى الذي شرع القتال لإنقاذ المستضعفين، فما دون الفتال واجب من طريق أولى يقول الله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75) سورة النساء، والنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيما رواه البخاري في صحيحه: "اُنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: "تحجزه، أو تمنعه من الظلم؛ فإن ذلك نصره"، فإذا قصر المسلم عن ذلك ولم ينكر أثم، فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها" وقال مرة: "أنكرها" "كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها" رواه أبو داود وحسنه الألباني، وأن الله تعالى ينصره بنصر المسلم أو يخذله إذا خذله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من امرئ يخذل امرئ مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في مواطن يحب نصرته" رواه أبو داود وضعفه الألباني.
د. محمد عبدالله الحاوري
الثورة الشبابية وإحقاق الحق وإزهاق الباطل 1737