منذُ تأسيسه العام(1982م)، ظل حزب المؤتمر الشعبي العام يخضع لسيطرة الفرد الواحد، وهيمنة الزعيم القائد، وبات صالح ينفرد بقراراته في الغالب، ويقيد تحركات بعض أعضائه ممن يوصفون بالمعتدلين فيه.
لقد عمل صالح وبعض أفراد أسرته، ومجموعة من المقربين إليه، ممن يوصوفون بـ( صقور المؤتمر)، عملوا على إقصاء الكثير من الشخصيات الوطنية، وأصحاب الأيادي البيضاء، والصفحات الناصعة، والذين انضموا إلى عضوية المؤتمر منذ بداية تأسيسه لأنهم رأوا فيه نقطة التقاء بين الحركات والتيارات الأخرى.
لقد تعرضت الكثير من الشخصيات ذات الرصيد الوطني إلى التهميش والإقصاء المتعمد، في الوقت الذي فُتحت فيه الأبواب بمصراعيها أمام أصحاب المصالح الشخصية والأهداف الضيقة، رغم أن غالبية هؤلاء المتشددين لا ينتمون في الأساس إلى المؤتمر الشعبي وإنما أتوا من أحزاب وتنظيمات أخرى، ومن أيدلوجيات مختلفة-خصوصاً -بعدما تخلت عنهم تلك الأحزاب ولم يجدوا من يضمهم ويحتويهم سوى المؤتمر الشعبي العام، وهو ما يحسب عليه دائماً، حيث ينظر الكثير من المهتمين إليه على أنه حزب مخترق وغير مهيكل ومنظم مقارنة ببعض الأحزاب لاسيما حزب ( التجمع اليمني للإصلاح) المعروف بتنظيمه وهيكلته.
لقد سيطر المتشددون في حزب المؤتمر عليه وعلى مراكز القرار فيه.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك شخصيات ظلت صامدة داخل أروقة الحزب واستطاعت الوقوف بحزم أمام بعض القرارات الجنونية والتي غالباً ما يصوت عليها أولئك المتمصلحون.
ومن الشخصيات المعتدلة في المؤتمر( الفريق عبد ربه منصور هادي)،والدكتور( عبد الكريم الارياني) وغيرهم وهؤلاء يمثلون ما يُسمى بالجناح المعتدل (جناح الحمائم).
ختاماً.. إن حزب المؤتمر الشعبي العام يمر اليوم بما يمكن تسميته بالطوفان العارم والذي بدأ باقتلاع بعض القيادات المهيمنة عليه، منذ قرون طويلة، وهو اليوم بحاجة ماسة إلى قيادة جديدة، تحرره من تلك القيود التي فُرضت عليه، بحيث يصبح شريكاً فاعلاً في المعادلة السياسية، لاسيما بعد انتهاء الفترة الانتقالية.
موسى العيزقي
حزب المؤتمر والحاجة إلى التحرر 1903