فيما مضى، ورغم ندرة الإمكانيات، قدمت الكرة اليمنية (خاصة في الجنوب) فواصل من المتعة والإمتاع الكروي ووقفت سدا منيعا في وجه منتخبات عربية كبيرة وأحرجتها، ويكفي هنا أن نذكّر بمنتخب الملحمة (منتخب الناشئين) في تصفيات كاس آسيا التمهيدية المؤهلة لكأس العالم التي أحضنتها دولة الكويت الشقيقة عام 1988م، وفيها هبّت الرياح الجنوبية عاصفة على منتخبات المجموعة، وكم كان حظ المنتخب السعودي بقيادة نجمه فؤاد أنور في بدء بزوغه عسيرا، حيث تلاعب النحيل (آنذاك) عمر البارك بدافعات السعودية وأحرز هدفين ولا أحلى، عندها شعر الحكم البحريني (جاسم مندي) بالحرج، وعمل ما بوسعه بشكل فاضح كي يتعادل المنتخب المرشح للتأهل، ومنحهم ضربة جزاء، مع طرد المدافع الصلب (عامر الكيلة) ومن ثم أحرز المنتخب الأخضر التعادل في دقائق المباراة الأخيرة من ضربة ركنية ادخلوا خلالها حارس مرمانا (وليد عبدالإله) المرمى مع الكرة باشتراكهم معه ودفعه.
عندها قال الراحل، كروان التعليق سالم بن شعيب: "مبروك يا شباب على الأداء وتعادلنا مع الحكم البحريني!!".. المنتخب السعودي ذاته تأهل إلى نهائيات كأس العالم باسكتلندا وأحرز اللقب من هناك كإنجاز فريد، والشاهد هنا أن المنتخب الوحيد الذي وقف في وجهه وصار شوكة في حلقه كان منتخبنا الذي خرج من التصفيات مرفوع الرأس.
عندما توفرت الإمكانيات في عهد الوحدة تحولت المنتخبات اليمنية إلى ملطشة، وأقولها صادقا، لغياب الولاء، والشللية والمحسوبية، وتفضيل الأسماء المقربة من القلب على المصلحة العليا للوطن في القيادة والتشكيلة، وانشغلت القيادات المسئولة في السفر وتبعاته، وتناست السمعة المتمرمطة في وحل الهزائم الفاجعة من منتخبات وفرق كنا بالأمس أسودا عليها.
لو تفحصنا جيدا الأسماء التي مرت على حقيبة وزارة الشباب والرياضة، فستجد العجب العجاب، والكتاب من عنوانه، فماذا تنتظر من دخلاء على الرياضة لا يعرفون منها سوى أنها بوابة لتربية (الكروش) الغليظة، ومركب للإبحار نحو الفساد والواجهات، ماذا تنتظر من (ديناصور) ليقدمه للجلد المنفوخ مثلاً؟! وماذا في وسع (قبيلي) عنده الكرة، والفوز والخسارة، تدار بعقلية (التليفونات) ويا "ولماااه.. يا حرجااااااه..يا منعاااااااااه" ؟!
لا نزيد الوجع، ونترك (الموتى) في حال سبيلهم، بعد أن أشبعونا قهرا وموتا..ونتحدث حاليا بصيغة سؤال: هل عجز حزب المؤتمر الشعبي أن يجد عضوا يحمل شارة (الكبتنة) أو رياضي حقيقي، كي يكافئ الرياضة المؤودة بوزير رياضي في ظل حكومة الوفاق أو (النفاق) بدلا من إعطائها للوزير الحالي (المعمّر) على الكراسي؟ وماهي الروزنامة التي يحتفظ بها الشاب الوزير، ليباهي خصومه غير الشهادة المزعومة، والمذبوحة بالتساؤلات والطعنات والإيحاءات....؟!.
ماذا بوسع معمر أن يعمله لرياضة ماتت وهو شريك وضلع أساسي في نكبتها؟ الشباب لم يتناسوا علات ووجع وفساد اتحاد شبابها المغلق بقفل الارياني، وسبق أن نشرت عديد صحف عن فساد اتحاد شباب اليمن ورئيسه.. والآن وزيرا للشباب والرياضة.. وهذا معناه مزيدا من الفساد والإفساد الشبابي والرياضي وليجتر معه النكبات والهزائم والإخفاقات!.
- ستظل الرياضة (قبيحة).. وستظل الوزارة (أقبح)!!
علي سالم بن يحيى
القرد والبدر!! ..... 1807