هاهم أبناء المحافظة المنسية وبالأخص العاصمة المنكوبة وضواحيها المكلومة وكل من ضاق ذرعاً بالنزوح الجميع.. اليوم يعتزمون الخروج بمسيرة تذكيرية وجهتها إلى معبر رفح أقصد طريق العلم، فقد بدا جلياً لهم وبما لا يجد مجالاً للشك أنهم خارج نطاق التغطية في وقت كانوا ينتظرون بشغف انفراجاً وشيكاً لمآساتهم التي طالت ومعاناتهم التي تجاوزت السبعة الأشهر، سيما وهم ينظرون ويتابعون جهود قادتهم وأبناء محافظتهم من ذوي المراتب الرفيعة في الدولة وهم يجتهدون لإعادة الاستقرار والسكينة العامة لجميع المناطق والمدن التي شهدت مواجهات وصدامات واعتصامات إلا محافظتهم برغم أنها شهدت وتشهد يومياً أحداثاً أشد سخونة وهو الأمر الذي إن قبل الاستحسان والامتنان إلا أنه كان مثار استغراب واندهاش في الوقت نفسه، حيث كان أغلب الظن أن محافظتهم ستكون من أولوياتهم، عملاً بنص الحديث الشريف "وخيركم خيركم لأهله".
وأهلكم وأبناء محافظتكم اليوم على حال يرثى له، ينتظرون بصيصاً من أل يؤدون العودة إلى ديارهم يحلمون بالأمان والاستقرار الذي سلب منهم عنوة بين عشية وضحاها فغير عليهم الحال وجعلتهم صومالاً أو أشباه يستجدون قطمة أرز أو سكر علها تسد رمق جائع، لكنها بالتأكيد لن تحل له مشكلة المأوى ولن تؤمن له من متطلبات فرضها عليهم واقع النزوح قسراً هذه المتطلبات التي أن أفلح في التغلب عليها هذا عجز عنها ذلك.
إن مأساة أبناء أبين أكبر بكثير من قطمتي سكر وأرز، إنها مأساة شعب يريد أن يعيش في أرضه في كوخه أو منزله أو حتى عشته وهذا مطلب وحقوقي لا أعلم لما نجد من يستكثر عليهم هذا الحق الذي كفله الدستور وأقرته جميع الشرائع الإسلامية والإنسانية أفيدونهم أو أنصفونهم.
إن النازحين اليوم يؤثرون الخروج بمسيرتهم إلى طريق العلم حتى تتحرك الجهات الغافلة وتستشعر حجم التشرد والشتات الذي يعيشه هؤلاء الضحايا ويدفع ثمنه أولئك البؤساء الذين توانت من تصويره جميع كاميراتنا المبجلة إلا من رحم ربي وهذا في حد ذاته يجعل النازح خصوصاً وأبن المحافظة عموماً يتساءل إن كانت محافظته من عربات القطار، فأين حكومة الوفاق منهم ولما الحرص على إزالة جميع مظاهر التوتر والتسلح إلا من أبين التي لا نعلم لما اختيرت تحديداً لتجريدها من جميع المظاهر الحيوية فقد هلك الشجر ودمر الحجر وشرد البشر، فأي دين يقر هذا الذي يحدث ويبارك وأي رحمات ربانية تتنزل وأي جنان تفتح أبوابها لدماء تسفك بين الإخوة الذين تجمعهم الشهادة وتوحدهم الرسالة النبوية بخير كتاب وخاتم النبيين عليه صلوات ربي وسلامه.
أتمنى أن تعي جميع الجهات المعنية أن المواجهات المسلحة حرمت العباد الأمن والاطمئنان، بقي أن أسأل الله العلي القدير أن يلطف بالبلاد والعباد ويحقن الدماء ويجنب الجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يعيد إلى النازحين كرامتهم الممرغة بالوحل والتجاهل.
عفاف سالم
مسيرة العلم.. هل ستحقق هدفها المنشود؟! 1605