كنا نحلم بالتغيير وكنا نتوقع التغيير وهاهو التغيير قد جاء، وكنا فعلاً نحلم به ومن قبل هذه الثورة المباركة، لكن بصراحة لم نكن نتخيل إطلاقاً أن يكون التغيير وبهذه الصورة المشرقة أن يزغردن حرائر بلاد الروس وسنحان ومعبر ويسلح لثوار تعز، أن يستقبلن ثوار وحرائر الحالمة بالورود والأهازيج، هذا ما لم يكن في الحسبان.
اليوم أطالع صحيفة الجمهورية وأقرأ فيها مقالاً للزميل/ منير الماوري وعن ماذا؟! عن الشهيد إبراهيم الحمدي، ثم أعود فأقلب الصفحات لعلي في حلم وأتفاجأ بمقال آخر للزميل/ غمدان اليوسفي – رفيق الدرب في ساحة التغيير بصنعاء- يتحدث فيه عن التغيير المنشود.. لا.. لا.. لم أكن قد صحوت، أنا في حلم أكيد ولم أصحو من حلمي إلا بعد أن شاهدت مقال عبده الجندي أسفل الصفحة، أعلى منه مقال غمدان اليوسفي.
ياااه نعم إذن أنا الآن قد صحوت، لأن عبده الجندي حاضراً في صحيفة الجمهورية، عندها تأكدت أننا في تعز وأتصفح صحيفة الجمهورية التي يرأس تحريرها الزميل/ سمير اليوسفي، هذه هي تعز وهذه هي ثورة تعز لا تحدثونا عن منصات وكلمات مبعثرة وعن محسوبين على نظام صالح ونظام بن علي.
من حقي وحقكم جميعاً في هذا الوطن أن تفرحوا وتقولوا وبالفم المليان "لقد نجحت الثورة ورب الكعبة" نعم عندما تتساقط عروش الفاسدين الواحد تلو الآخر ويفرون كالفئران عندها فقط نتأكد أن الثورة نجحت ولا يعنينا من يتحدث عن نظام مخلوع أو عن الراحل والمخلوع.
بالأمس وأنا أتصفح صحيفة الجمهورية الصادرة من تعز رأيت في صفحتها الأولى عنوان "يتم إحالة نتائج التحقيق فيما تعرضت له (مسيرة الحياة) إلى القضاء"، قلت في قرارة نفسي والله إن الثورة نجحت ووصلنا إلى منتصف الطريق والفساد وأهله قد ودعوا عامهم هذا بالبكاء والنحيب ولم يعد لهم من الأمر شيء.
وعلى البقية أن يعتبروا مما حدث لغيرهم ويعلنوا التوبة والتوبة النصوحة، عاجلاً غير آجل، وإلا فليتواروا عن الأنظار، نعم، لابد أن يتوارى كل فاسد عن الأنظار، لأن بقاءه يعني الفساد الأكبر والله من وراء القصد.
Abast66@hotmail.com
عبد الباسط الشميري
الثورة نجحت ورب الكعبة 2009