الحالمة تعز أول من انتفضت وخرجت إلى الثورة وانفردت بشرف التضحية والفداء في ميادين الشرف والبطولة، وكانت الحالمة تعز هي من نالت الحظ الأكبر من الشهداء الأبطال الذين قدمتهم فداء للوطن المعطاء وكما كانت الحالمة تعز السباقة في تقديم أول شهيدة في ثورة الشباب السلمية، فالمرأة في تعز أثبتت أنها نقطة فارقة في مسيرة المرأة اليمنية التي شاركت أخاها الرجل في تقديم روحها رخيصة وكانت مشروع شهادة فداء لتربة هذا الوطن.
وفي الحالمة تعز سال الدم اليمني الذي كان بلون الرجل كما كان بلون المرأة، وفي هذه الحالمة كان للمرأة اليمنية ملاحمها التي سطرت فيها أروع صور البطولة وهي تضع بصمتها في دفتر التضحيات ولم تكتف بالبكاء على الولد والوالد والزوج والأخ، بل قررت أن تتقدم صفوف الثوار وتنافس على الشهادة حتى حازت عليها ونالتها، فهنيئاً لها.
أول شهيدة كانت عزيزة المهاجري التي أثبتت أن الثورة اليمنية ستبقى عزيزة، خالدة ببطولتها مدى الدهر، عزيزة استشهدت بطلقة نارية من قبل بلاطجة صالح لتستقر في رأسها وكادت الطلقة أن تكون كفيلة بتتويج عزيزة بتاج الشهادة، ولحقت بعزيزة تفاحة التي كانت من أشهر الثائرات المرابطات في الساحة وياسمين فقد كانت تعمل في الإسعافات الأولية، وزينب التي كانت حافظة للقرآن الكريم، هؤلاء الشهيدات الثائرات قد استهدفتهن قذائف مدفعية صالح وهن في مصلاهن، وهن يهتفن بأعلى أصواتهن الموت ولا المذلة، فكان الموت أسرع حين جاء بطعم الشهادة في سبيل الله والوطن والثورة، أما رواية فقد كانت الثائرة والناصرة للحق، فقد غدرت بها قناصة صالح وفور وصولها مكان الفخ الذي نصبه القناصة بحي الحصب أثناء مسيرتها وفي هذا اليوم أعلنت السماء انضمام "رواية" إلى قافلة الشهداء الأخيار ولتنتقل إلى جوار ربها مطلقة ابتسامتها في عنان السماء.
ولم تكتف المرأة التعزية بذلك، بل خرجت بمسيرة راجلة إلى صنعاء قطعت المسافات الطويلة وبعزيمتها وصلت قلب العاصمة وكانت عبير الجريحة بقناصات بلاطجة صالح ومن قبلها في تعز كانت سلمى ومريم وزينب، فأنتي المرأة الثائرة يا ابنة تعز الثائرة نقبل الأرض من تحت أقدام كل حرائر وأحرار اليمن ونتمنى لعبير الشفاء ولمريم ولزينب، فساحة الحرية بتعز تنتظر قدومكن وباشتياق.
وئام الصوفي
تعز نقطة فارقة في مسيرة المرأة اليمنية 2334