للحظات كان شيء من الخوف على مصير الثورة قد بدأ يتسلل إلى قلوبنا وشعرنا أن جهة أو أشخاصاً ما يريدون سرقتها أو إطفاء وهجها والقفز على عتباتها للوصول الى مالم يستطيعون الوصول إليه قبلها والرضى بما جادت به مبادرة الخليج وسمح به علي صالح وتقبله على حساب أولئك الثائرين المرابطين في الساحات منذ شهور وعلى حساب تلك الأرواح الطاهرة التي أزهقت في سبيل السعي لتغيير شامل لمنظومة الفساد وبدء حقبة جديدة في تاريخ اليمن ليس للظالمين والفاسدين فيه ولو موضع قدم.
نعم .. لانريد لمن كان موجوداً في عهد صالح الأسود أن يبقى ولو حارساً على باب وزارة, لذا أصابنا الخوف واليأس حين تم توقيع المبادرة بدون حتى الرجوع للشباب واحترام تضحياتهم ومنحهم الفرصة لصنع النصر الذي يليق بثورة جيل حالم بغدٍ مختلف.
لكن هاهم ثوار الحالمة شعلة الثورة ووقودها يعيدون إلينا الأمل من جديد ويعيدون للثورة توهجها وقوتها
إنها الحالمة تأبى إلا أن تجعل من الحلم حقيقه يملأ شعاعه سماء أرضنا العطشى للحياة ولو كان ثمن ذلك أرواح أبنائها الصغار في أعمارهم والكبار جداً بأحلامهم التي تلامس النجم ليفاجئونا بمسيرة الحياة وهي فعلاً مسيرة حياة لأنها أعادت الحياة من جديد في شرايين الثورة النازفة.
إنها الحالمة برغم كل ذلك الألم الذي أصابها سواء بعد المحرقة التي سلبت منها ساحتها التي كانت تتوهج حياة وأملاً او حتى بعد أيام الحقد الأسود التي أمطرها الحاقدون عليها برصاص الموت ليلاً ونهاراً حتى ظننا أن بينهم وبين تعز ثأر من نوع خاص جداً.
إنها تعز العز والجمال والثورة منها بدأت ومنها ستنتصر ومن تعز سيولد اليمن الجديد الذي اغتسل بدماء أولئك الثائرين والثائرات الماضون في ثورتهم الرائعة, باذلين في سبيل ذلك أرواحهم ودماءً عطرة تفوح بشذى الحرية والحياة الكريمة.
إنها تعز.. نبض الثورة وموطن الحلم ومسيرة حياة ..
جواهر الظاهري
تعز...ثورة جيل حالم 1890