رصاصة غدر تاهت عن درب مصيرها لتستقر في صدر منى عبدالغني محمد الصبري ـ شابة تبلغ من العمر 22عاماً طالبة جامعية أختارها القدر لتكون ممن طالهم همجية القصف الممنهج والمفتعل الذي لم يفرق بين مدني ومسلح في يوم الجمعه الموافق 2من الشهر الجاري أحد أيام الغضب على تعز ..
كان لهذه الشابة نصيب من هذه العشوائية التي تطاولت على قدسية اللحظة المتهئية لها منى حيث كانت واقفه على سجادتها تؤدي صلاة العصر فإذا برصاصة تخترق شباكها وتصيبها بالصدر، مما أدى إلى تجمع دموي في منطقه الإصابة حسب تقرير الطبيب وإلى الآن مازالت الرصاصة بداخلها لأنها لم تستقر في مكان محدد ليتم إخراجها فمازال الألم يرافق أيام منى التي عادت إلى بيتها بعد أن توقف نزيفها الذي أدخلها في غيبوبه لأكثر من يومين، فعادت لتنتظر إنقضاء موعد حدده الطبيب بشهر من أجل أن تُجرى لها عملية إخراج الرصاصة، التي قدرت تكاليفها بمبلغ خيالي لتكون هذه الفجيعة الأخرى لإهلها بعد أن أفاقوا من صدمة الحادث وعودة منى للحياة بأنفاس صعبة رسمت الأمل ببقائها حية ولكن تحت رحمة إنسانية من سيتبنى مُصابها، فوالد منى مواطن بسيط يتخذ من الخياطة مهنة له يصرف من دخلها على أفراد أسرته التي أغلبية أفرادها بنات ...منى وكثير غيرها لم تجد من يهتم بمعاناتها ويسمع أنين خوفها الذي تصرخ به في وجه قهرها كلما عاد والدها بخيبه أمل بأن يجد من يساعده على أن يُعيد الحياة لأبنته التي يخشى أن بفقدها في لحظة تقاعس الجهات المسؤولة عن واجبها إتجاههم تحت مبرر غياب الإعلام الذي لم يسجل حضوره أمام حالتها لذلك أنا عندما عرفت تفاصيل الحكاية من قريبتها دفعني الإحساس بالمسؤلية إلى زيارتها، فوجدت نفسي أُجند قلمي لأوجه نداءً إنسانياً لأصحاب القلوب البيضاء التي تنبض بالخير إتجاه أوجاع الأخرين أولئك الذين لن يتخاذلوا عن إنسانيتهم إتجاه منى التي لاذنب لها سوى أنها بنت تعز هذه المدينة التي دفعت ثمن ذلك الحلم الذي لا ليل يعتري نهاره ولاصمت يرافق صموده، فياأهل الخير!! في وطن الإيمان نُناشد بحثكم عن دروب الخير لندلكم على مساره في إتجاه منى التي تُنادي ضمائركم بصوت خافت يخنقه عزة النفس.
*بقايا حبر :
ستبتسم منى بوجه قدرها رغم قسوته إذا وجدت من يصافح أوجاعها بكف الإنسانية ..!!
للتواصل مع والد منى 04234241/ عبد الغني محمد عبدالجليل الصبري
نعائم شائف عون الخليدي
منى الصبري ورصاصة الغدر 2072