كما أن الأزهار والورود هي لغة الحب والدلال، فإن الفواكه بمختلف أشكالها وألوانها تعتبر لغة للصحة و الجمال.. إنها شحنة الفيتامينات التي تبقي أجسادنا غضة وطرية وخالية من التجاعيد والندوب.
وأحب ما يمكن أن تهديه لمريض باقة من الفواكه المختارة بعناية فائقة، بحيث تكون ألوانها باهية وملمسها ناعماً وقوامها صلباً حتى يكتمل نضجها بين يدي مريضك بعد ساعات قليلة من الصبر، وفي مجتمع كمجتمعنا لا تمثل فيه الأزهار أهمية ولا يمكن أن تصبح لغة، فإن الفواكه تبقى هي الطريقة المثالية للتعبير عن مشاعر الصحة والمرض.
إنها سلة الصحة المبهجة التي تبعث الروح في عروق الجوع الميتة وتوقظ بنكهتها أنف الشهية النائمة، لأن ألوانها البديعة ومذاقها الرائع يرغمنا على التهامها دون توقف.
الفواكه زينة الطعام وتاج الموائد وهي طعام المرفهين والباحثين عن سحنة نظرة وأحشاء خالية من الأمراض الباطنة سيئة السمعة، إنها كأس الترف إذا عصرت بطريقة سليمة وخالية من الإضافات ولكم أن تجربوا عصير البرتقال+الجزر، العنب+اليوسفي، البطيخ+التفاح وغيرها الكثير من خلطات شهية للعصائر ستشعرون بعد شربها أنكم أنقياء من الداخل وأن كل طعام عدا هذه الفواكه هراء وعبث.
إنها طعام أهل الجنة التي تكرر ذكرها في القرآن الكريم مرات عديدة، لأنها من أرقى الأطعمة وأنقاها وألذها وأشهاها.
وكلمة "فاكهة" صفة لموصوف مشتقة من أصلها الذي يرمز للذّة والنعومة والسرور، ولا أعتقد أن طبقاً من سلطة الفواكه بالعسل يعدله أي طعام على سطح الأرض، هذا الطعام الطيب النقي الشفاف والجميل لوناً ونكهة ومذاقاً هو نعمة عظيمة من نعم الواحد الأحد، يستحق عليها الشكر ظاهراً وباطناً.
من الفواكه ما هو دواء لكثير من الأمراض ومنها ما يوصف للتجميل والعناية بالبشرة والشعر، وهي تختلف بأنواعها وألوانها ومذاقاتها من فصل إلى آخر ومن بلد إلى بلد و من قارة إلى أخرى، وفق نوع المناخ الذي يناسب فطرتها النباتية الجميلة والمذهلة.
وهي تحتوي على نسب عالية من الماء والفيتامينات والأملاح المعدنية وهو ما يؤهلها لتصبح كنزاً تحمله الأغصان راغبة.
وحتى أكون صادقة أكثر، فإن منتجعات عالمية كثيرة لا تقدم لأثرى أثرياء العالم إلا أطباقاً منوعة من سلطة ا لفواكه الاستوائية وعصائرها الطازجة الخالية من الإضافات وأيضاً خلطات طازجة من تلك الفواكه تغطي مساحات شاسعة من أجساد الأثرياء لتخفف أو لتمنع ظهور التجاعيد بجدارة فائقة.
وقد يكتفي البعض بابتلاع أقراص الفيتامينات عوضاً عن أكلها ولكن الدراسات الحديثة تؤكد باستمرار على أن كل دواء يتناوله المرء لابد أن يكون له تأثير سلبي على عضو معين من أعضاء الجسد حتى وإن كان شافياً لعلة عضو آخر.
ومن الجيد أن نعترف أننا نعيش في وطن يحمل على ظهره تربة صالحة لزراعة أغلب إذا لم نقل كل أنواع الفواكه الجيدة للصحة، ويكفينا فخراً أن تكون ثمرة البابايا "العمبة" والتين "البلس" والرمان من الفواكه المتربعة على عرش مائدة الصحة عندنا، والمشكلة لم تعد في ارتفاع سعر الكيلو منها إلى مبلغ وقدره، لكن المشكلة أنها تصدر جمعيها إلى خارج الوطن وكأننا لا نستحق أن نتمتع بهذا الجمال والدلال المترف الذي أستشعره شخصياً وأنا أقف أمام الفكهاني "هزاع" الذي يحترم الفاكهة ويقدر قيمتها ولا يبتاع إلا الجيد منها، إنها عظمة ما بعدها عظمة، لكن تخيلوا معي كيف ستكون فاكهة الجنة إذا كانت فاكهة الدنيا بهذه الروعة؟!.
ألطاف الأهدل
وفواكه مما يشتهون 2189