;
منيف الهلالي
منيف الهلالي

هادي.. الرجل الضعيف الذي صار قوياً 2245

2011-12-19 05:23:00


منذ أن جاء عبد ربه منصور هادي إلى قيادة وزارة الدفاع ثم إلى إنابة الرئيس صالح والكل يتحدث عن ضعف شخصية الرجل أو تماهي شخصيته مع سياسة صالح؛ ذاك الذي لم يكن ليختار إلى جواره سوى الضعفاء من الناس, حتى إذا ما كان لأحدهم شيء من الأنفة واحترام الذات كان حتماً عليه أن يمر بمرحلة ترويض تعيد هيكلة شخصيته لتكون مطابقة للمواصفات والمقاييس المعمول بها في دار الرئاسة قبل تمكينه من ممارسة عمله ما لم فعليه مغادرة “بلاط" الرئيس قبل أن يرتد إليه بصره ذاهباً إلى أهله وذويه كي يمارس عليهم قوة الشخصية وفرض آرائه التي تخالف رأي صاحب السلطان والملك الجمهوري المفدى..
 والدلائل كثيرة قد لا تتسع هذه الزاوية الضيقة لسرد أسماء الأشخاص الذين غيبهم صالح عن دائرة الحضور التي رسموها لأنفسهم في ظل الانبطاح الطاغي على غالبية السياسيين الذين عملوا معه, وكان تغييبهم خوفاً من أن تمتد أياديهم لتسحب البساط "الرث" من تحت قدمه, نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: فرج بن غانم واللواء/ أحمد فرج واللواء/ محمد إسماعيل وصالح عباد الخولاني ولا ننسى المحافظ الشجاع اللواء/ عبد الواحد الربيعي، حين كان محافظاً لمحافظة ذمار كيف أنه قال للرئيس صالح وهو يعاتبه على بعض القضايا: لا توجد دولة.. وأنت تعتمد في تسيير البلاد على تقارير المقهويين الذين بجوارك فتم إقالته من منصبه بقرار غير قانوني بعد منتصف الليل.. وغيرهم الكثير والكثير..
ولذلك فإن هادي تم التعامل معه عن طريق الترغيب والترهيب وبنفس الطريقة الدراماتيكية التي كان يتعامل بها صالح مع رجال دولته حتى تمكن من نتف الريش الذي على جناحيه ليضمن بقاءه إلى جواره وولاءه المطلق دون أن يكون لديه القدرة على التحليق واستنشاق النسيم العليل الذي لا علاقة لسور الرئاسة "العظيم" بزخاته، بيد أن هادي ظل يعمل طيلة تلك السنين الخوالي بصمت يخفي خلفه كثيراً من علامات الاستفهام التي قد تجيب عنها الأيام القليلة القادمة، خصوصاً وأنه ينحدر من منطقة لصمتها زئير يكتسح الآفاق صداه..
 ومع هذا قد يبرر البعض استكانت هادي السابقة بعاصفة الصقيع التي كانت قد ضربت القوى السياسية والشخصيات المحورية في البلد طيلة ثلاثة عقود من الزمن إلا أن لا مبرر اليوم أمامه وقد صار قوياً بتوافق قطبي السياسة في اليمن ومن خلفهم مرتكز القوة الأساسية ومحورها الأهم الشعب اليمني الذي تلقى أمر انتقال السلطة بالقبول، ثقة منه بتلك المواقف الشجاعة والنصائح الهامة التي نُقلت عنه أنه كان يقولها لرأس النظام السابق طيلة الفترة العصيبة التي شهدتها البلاد عقب اندلاع ثورة الشباب المجيدة..غير أن ثمة منغصات تقف عائقاً أمامه لانتشال البلاد من واقعها المرير قد لا يستطيع التعامل معها ما لم يكن لديه الإرادة الكافية لذلك، يقف على رأسها رفضه الرضوخ لرغبات صالح المتوحشة, وعدم الاكتراث بالقوة العسكرية التي مازال أقاربه يمسكون بزمام قيادتها, أضف إلى ذلك انتشار القبائل المسلحة حول العاصمة والخشية من الاصطدام بها عندما يكون هناك تعارض بين قراراته ورغبات إحد الأطراف التي أفسدت اليمن وعملت على تأخره عن ركب الحضارة ومواكبة العصر بتمويل هذه المجاميع المسلحة التي ظلت تسترزق بالفتن والحروب والدمار على مر السنين..
ولذلك ومن أجل تجاوز تلك المنغصات على نائب الرئيس" الرئيس القادم" أن يتخلى عن سياسة المداهنة التي كان يتعامل بها النظام البائد ويقول لمن يسعون لاستراق هذا الوطن النازف والعبث بخيراته وبمقدراته توقفوا عن غيكم وأطماعكم الموغلة بالحقد والكراهية وإلا سأقف لكم بسيفي هذا في إشارة إلى الشعب اليمني العظيم الذي يستمد قوته منهم, وهم فعلاً القوة الحقيقية التي لا يستطيع أن يقف في وجهها أعتا جبابرة الأرض خصوصاً وقد أثبتت الأيام أن الشعب هو الضامن الوحيد لبقاء الحاكم من زواله، حتى أن أصحاب القبضة الأمنية الحديدية تساقطوا وانهاروا بسهولة أمام تسونامي الشعوب الغاضبة.
كما أن عليه أيضاً عدم استفزاز الشعب اليمني بثنائه المستمر لصالح ونظامه البائد وإظهاره على أنه النبي المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وأنه من أرسى دعائم اليمن الجديد ونهض بالإنسان اليمني حتى كاد يعانق السماء, وأنه من حافظ على الوحدة وحمى اليمن من الحروب الأهلية..فإن كان ذلك صحيحاً ـ ولا أعتقده كذلك ـ شكر الله سعيه ـ وليس مخولاً اليوم بإظهار محاسن صالح وإبراز منجزاته..!! فقد تكفل الإعلام الرسمي بذلك طيلة سنين حكمه حتى نبتت في آذاننا مشاريع عملاقة لم تُلمس باليدين..
فالراهن لا يستدعي من هادي تلميع صالح ولا سرد سيرته التي يظنها البعض عاطرة إلا أن يكون ذلك من باب تخدير الرجل بجرعات المديح التي أدمنها طيلة تواجده القسري على كرسي الحكم كيما يأمن شره ويدعه يمارس المسؤولية الثقيلة الملقاة على كاهله بعيداً عن مكائد ه وحيله المعهودة, وإن كان الأنجع والأصلح هو مراضاة الشعب والاستقواء بهم وعدم الرضوخ " للجمايل السابقة" التي قدمها له إبان النزوح النضالي المشئوم..
وفي الأخير يبدو أن هادي يواجه صعوبات بالغة أمام مشروع إنقاذ اليمن؛ ذلك المشروع الذي وضعته إرادة السماء في يده دون أن يكون له سبق إصرار وترصد بهذا المنصب غير أني أثق بقدراته الهائلة وبشخصيته القيادية التي مازالت تتخلق في رحم الثقة التي منحها له الشعب اليمني المظلوم, وثقتي كبيرة بأن الأيام القليلة القادمة كفيلة بإظهاره كأهم الوجوه السياسية المخضرمة التي يلمع بريقها مع أول نفخة تطال الغبار الذي علق بها.. خصوصاً إذا ما وضع الوطن نصب عينيه ونسى انتماءه إلى حزب الفساد الشعبي العام.!!!          almonef86yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد