ربما يكون العنوان مألوفاً للسمع، ولكنه يمت كثيراً للموضوع المُراد طرحه هنا كثيراً ...
يكبُر الأبناء ويُكبُر معهم آمالهم وطموحاتهم وتصطدم أحياناً برغبات الآباء القاسية نوعاً ما, أحياناً تقف رغبة تكرار المهنة عائقاً أمام آمال الأبناء, إحدى صديقاتي أُجبرت على دخول كلية الطب وخوض مهنة الطب برغبة مُلحة من والدها الطبيب وهاهي اليوم طبيبة مرموقة كما هو والدها، فهل النجاح يصنعه رغبات الآباء أم أنها مَحض صدفه وخلاصة اجتهاد؟!
لمجرد أن يتأهب الأبناء لدخول الجامعات حتى ينقض بعض الآباء بجلابيبهم على رغبات أبناءهم، فالبعض سيستسلم ويلبسه والبعض يقاوم..
سمعتُ من إحداهن قصة معاناة شقيقها الذي أجبر على دراسة الهندسة في بلد آخر بناءً على رغبة وإلحاح والده الذي باع أرضه في قريته لأجل سفر ابنه للدراسة بالخارج وعودته دون شهادة بسبب انعدام الرغبة لدراسة الهندسة, شقيقها يوماً تمنى نفسه محامياً وهاهو اليوم في آخر سنة دراسية في كلية الحقوق ومتفوق في دراسته.. وتمنيتُ أن يسمع الآباء قصة هذا الشاب ليفكروا ألف مرة قبل زج أبناءهم لقيود التكرار والتسلط..
البعض الآخر من الآباء يقيسون المهنة أو المجال بالجنس ويميزون مجالات محددة للرجال دون النساء وهذا بحد ذاته خطأ، ليس لكون الرجل أنجح من المرأة وليس العكس كذلك ..
القدرات لا يحددها الجنس وإنما خلاصة الاجتهاد والمثابرة وعلى الآباء أن يعوا المخاطرة التي قد يتعرض لها الأبناء بسبب وقوفهم حجر عثرة أمام آمال وطموحات أبناءهم ..
النجاح لم يكون مسألة حظ ولا بجلباب يورثه الآباء لأبنائهم وإلا لما وجدتُ نفسي اليوم في مهنة الصحافة وتركت مجال دراستي (برمجة الحاسوب) لأثبت نفسي في مهنة الصحافة..
والدي الذي تمنى لي يوماً النجاح في دراسة البرمجة يراني اليوم كاتبة صحفية لها اسمها وقلمها وقارئها المتميز وبات فخوراً أكثر كوني كسرتُ حاجزاً كاد أن يغمس ذاتي في الفشل لو لم أكسره , ولا أنكر أني أحببت المجال الذي اختاره لي ولكني اليوم أحب أكثر المجال الذي أجد نفسي فيه أكثر ..
والدي اليوم ينصح شقيقي الأصغر باختيار الكلية المناسبة لطموحاته وآماله، بعيداً عن رغبته وإملاءه عليه أي طريق يسلك..
أفخر بك يا أبي.. وأفخر بي، فلن (أعيش في جلباب أبي)..
أحلام المقالح
لن أعيش في جلباب أبي 1754