في الذاكرة "محمد" وفي الذاكرة هو لا يغيب عن البال، أيام مرت وأسابيع وشهور تحطمت خلالها جدران وسقطت عروش وانهارت أنظمة وتبدلت معطيات وتغيرت معالم عديدة في عالمنا شرقاً وغرباً.. كنا نسمع عن تونس الخضراء، وكنا نحلم بزيارة تونس الرائعة الدولة والعاصمة..
خطر على بالي زيارة تونس وأنا ما أزال في الإعدادية، عندما كان زميلي الفلسطيني "غسان" يذهب -على مقعد الدراسة في إحدى الدول الخليجية- يذهب في الإجازة السنوية إلى تونس ليلتحق بالتدريب بعد خروج القوات الفلسطينية من لبنان في الثمانينيات وانتقال منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، كان غسان يحمسني لزيارة تونس كلما عاد من هناك وعدنا ولم تأتي الفرصة ولم يخطر ببالي أن هناك شخصاً آخر سوف يدعوني لزيارة تونس بعد فراقي لغسان.
لم أكن أتخيل أنني سأجد في ذاكرتي شخصاً آخر يدعوني لزيارة تونس حتى العام 2010م عندما تمرد ضابط الشرطة "المؤنث" ووجه صفعة للشهيد محمد بوعزيزي في أواخــر العام الماضي في مثل هذه الأيام تماماً.
لم يقو "بوعزيزي" على تلك الإهانة، فتوجه فوراً إلى المكان المناسب ليعلن عن احتجاجه ويشعل النار في جسده وكانت تلك النار بمثابة الزلزال العربي العظيم والمدوي والدعوة الجديدة لي لزيارة تونس بالفعل اشتقنا لتونس جميعاً شباب وشابات، شيوخ وأطفال وعلى طول عرض المساحة الجغرافية لوطننا العربي الكبير من منا لا يحلم بأن يزور تونس ويقرأ الفاتحة على روح "محمد بوعزيزي" الذي وهب روحه فداءً لتونس وللأمة العربية والإسلامية وبثمن غالٍ جداً جداً، إنها الحرية.
Abast66@hotmail.com
عبد الباسط الشميري
الشاب الذي أيقظ أمة 1849