عندما كانت الأيام والسنون تدور كان الزمان دائم التبسم لحسان، وعندما كانت الأفراح يهتز لها الجسد طربا بحضور الليالي الملاح كان حسان يستعرض حينها مشاهد النصر، وأبناؤه ممسكون بأحد أقراص الذهب أو الفضة أو بتشريف البرنز المشرف، كما تعلمون.
صور على ما يبدو طوتها رحى الأيام السالفة التي على ما يظهر الآن لن يأتي الزمان بمثلها.. ودفعي في قول ما قلت لأن هذه الصورة التي قد احتفت في تكوير عقولنا اهتزت وتبدلت تفاصيلها.. مؤخرا هاتفني أحد شباب مدينة أو إمارة جعار سميتها ماشئت فأسخف ما تحمل الأسماء فروغها من مضامينها، وخلوها من نصيبها التي فيها.. المهم أن هذا الشباب الغيور حمل صوته صرخة مقهورة بعد أن شاهد كؤوس نادي حسان الرياضي معروضة للبيع الرخيص في حراج المدينة وبثمن بخس!!.
يا الله تاريخ يباع، وانتصارات تشترى برخص التراب، كؤوس هي نتاج عصارة إبداع تحمله رحلة عمر تضيء ملامحها أقدام ورؤوس تاقت إلى الإبداع والتميز على حساب تأمين عيشة هانئة، ولهذا هم لاجئون الآن هي أسماء لامعة أنجزت الصعب، وأوجدت تاريخا رياضيا لامعا مقترنا بتفاعل شبابي رياضي يحمل خصوصية أبين ويعمم صفة الإبداع اليمنية.. هذه يد الصغار امتدت مجددا إلى محاولة لطمس تاريخ اشترك في كتابته وتدوينه كل أبناء المحافظة من قريب أو من بعيد لذا امتلكوه جميعا.
هؤلاء القلة لم يكتفوا بتخريب منجزات هي ملك لشباب المحافظة فوق السهل، وفي الساحل والسهل، بل زادوا في صنع الأوجاع والهموم، فوجع يسانده وجع، وهم يولد آخر، رسمت في فضائيات ملبدة بالحرمان مثخنة بالتخبط والضياع، وهي في ذات الوقت حقبة تفضح عقلية بعض الشباب الذين تسابقوا في مضمار الانحراف وقتلوا كيانا شبابيا عريضا تميزت به أبين في مختلف المحافل والأنشطة الشبابية والرياضية.
صور مؤلمة كثيرة، لكن الأكثر إلآم أن ترى في هذه اللحظات أرضية ملعب الوحدة (العشب الصناعي) مفروشة فوق السيارات الخاصة وعلى الأطقم العسكرية التابعة لأنصار الشريعة.
هذه الصورة قد لا يكتمل إطارها الحقيقة في نقل الواقع، لكنها تظل صورة كالحقيقة، ولكنها ليست الحقيقة كاملة؟!.. لذا إطارات الأسى تكتمل اليوم في تصوير حالة الشتات التي إصابة رياضيي وشباب أبين عامة ولاعبي حسان وخنفر وباقي أندية المحافظة خاصة الذين ذهبوا وتفرقوا ليرتزقوا، وهم معذورون، ونخص هنا لاعبي حسان المتميزين بعد الأوضاع المزرية التعيسة التي أصابت البلاد والعباد هناااااك! خسائر وجراحات يبكى لها الزمان وأهله، هم معذورون باستعجال النقل وطلب التغيير لكن العذر لا يمد أطرافه إلى رئيس النادي الذي اكتفى بطبع صكوك التحرر من إنعتاق البقاء المفلس والانتظار المميت.. أخيرا من يتقدم ويتجرأ ويسرع ويشتري كؤوس حسان؟!!!.