كنت قد تطرقت في مقال سابق بعنوان "العام الجامعي الجديد لنازحين أبين هم جديد" إلى جملة من العقبات والعراقيل التي تعترض سير العملية التعليمية وستحول دون إنجاحها.
وبالفعل فقد كانت الجهات المعنية أبعد ما تكون من تلمس هموم ومعاناة الطلاب النازحين حين تجاهلت الحاضرين وأجحفت بحق الغائبين الذين حالت ظروفهم دون تواجدهم في عدن وأصبحوا رغماً عنهم في قائمة المهملين.
وفي هذا المقال سنتناول ا لطلاب النازحين، أكانوا مع أسرهم أو أولئك الذين تكلفوا مشقة السفر وعناء الشتات خشية ضياع الفصل التعويضي عليهم وأملاً في انفراج قريب لمحنة سكبت غشاوتها على الجميع تدمير وتهجير وفي ظل هذه الظروف الصعبة العجيبة نجد الإصرار على إنجاح العام الدراسي من دون النزول أو حتى مجرد محاولة الاقتراب من الواقع البائس الذي يعيشه هؤلاء وبالأخص أبناء كلية التربية زنجبار.
فأين عمادة الكلية من طلاب يتخبطون على غير هدى بحثاً عن مأوى ومن دون جدوى وآخرين يتحرجون من طلب المصروف والمواصلات في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي إن خدمت البعض هضمت البقية وخذلتهم.
إنها مأساة حقيقية ومن يشك في ذلك ليستمع إلى شكاوى وهموم من سيصادفهم من طلاب ينامون في العراء ويفترشون الرمال ويلتحفون السماء، ليست مبالغة ولا إدعاء فإنها نقل عن الواقع حدثني به أحدهم قائلاً: "أتينا لندرس، لكننا صدمنا، فالجامعة أهملتنا والعمادة خذلتنا ولم تنظر لمشكلتنا الجدية بعض زملائنا عاد أدراجه، لصعوبة العثور على مأوى وبعضهم يعيش في عزب ومن ضيقها يضطر للمبيت على الساحل، فراشه ولحافه قطع من الكرتون وآخرون لجأوا إلى المساجد ووو...
هموم وهموم كثيرة قد يصرح بها هذا ويتحرج من طرحها ذاك، مكتفياً بعرض مشكلته على الشؤون التعليمية التي بدورها أبدت تفاعلها بأن سجلت الأسماء وما من جديد وماعلينا فعلناه وليس بيدنا أكثر من ذلك.
وبدوري توجهت إلى مدير الشؤون التعليمية الذي قابل الطلاب وتفاعل معهم، مؤكداً استغرابه من عدم تفاعل الجامعة مع طلابها النازحين.
وحين أعربت له عن رغبتي في إثارة هذا الموضوع نتيجة ما ألقاه من إلحاح وتلبية لمناشدتهم وجدت منه كل تأييد وها أنذا أتوجه إلى رئاسة جامعة عدن بهذا التساؤل: ما الذي قدمته الجامعة لطلابها النازحين؟ بل وما الذي ستقدمه لأولئك المحبطين من أبناء كلية التربية زنجبار؟ الذين مازالوا حتى اللحظة حائرين وبين الأرياف والقرى متناثرين؟.
/////////////