;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

الحِفَاظ على المد الثوري ضرورة وطنية لتحقيق أهداف الثورة 2347

2011-12-11 04:36:34


الحمد لله فقد انزاحت الغمة، وانجلت الظلمة لليل امتد ثلاثاً وثلاثين سنة بإشراق ثورة الشباب السلمية، وتجلت صورة النهار واضحة بهية تقودها جموع الشعب الثائر، وتتقدمها جموع الحرائر من حفيدات بلقيس، وسمية، والخنساء، وخولة، وتتصدرها صور الشهداء الكرام الذين جادوا بالدم الغالي لأجل اليمن.
إن تلك الغمة امتدت في إفسادها إلى مجالات الحياة جميعاً، وهو أمر يجعل من بقاء الساحات والأنشطة الثورة السلمية أمر غاية في الأهمية ولا يقل أهمية عنها قبل توقيع المبادرة الخليجية بل أهم، فهنا مرحلة تنفيذ بنود تلك الاتفاقية واستحقاقاتها، ومن أهمها إعادة هيكلة الجيش والأمن، وإعادة الأموال العامة إلى خزينة الدولة، ورفض أية حصانة وضمانة للقتلة والمجرمين، وهو ما يدركه الثوار والثائرات، فقاموا بتوسيع نشاطهم وتكثيف تصعيدهم السلمي لاستكمال أهداف الثورة السلمية المجيدة.
إن العهد اليمني الجديد هو وجه الأمل المشرق لثورات اليمن المتتابعة من ثورة 48م، إلى ثورة 55م، إلى الثورة السبتمبرية والثورة الأكتوبرية والنوفمبرية وليوم الوحدة المجيد، ذلك الوجه الباسم الذي تطلعت إليه قلوب اليمنيين، وتشوقت إليه جماهير الشعب العظيم بامتداد الوطن الحبيب، فاليوم انتصر الشعب لنفسه من أعدائه الذين صادروا حقوقه، واسترد الشعب هويته حراً مجيداً.
إن الأمل المختبئ في ثنايا أحلام اليمنيين قد برز إلى الواجهة، فتحركت جموع الأحرار والحرائر معلنة أن اليمن الغالي هو يمن الإيمان وليس يمن النفاق والتزلف للظالم المستبد، هو يمن الفقه وليس يمن تغييب العقل، والدجل والإعلام الكاذب، وعلماء السوء وخطباء الفتنة، والتحريض على القتل، ويمن الحكمة الذي صابر في الساحات حتى أدهش العالم بصبره وحكمته، فاتضح للعالم أن اليمن شعب مسالم يواجه نظاماً يقتل المواطنين العزل، ويعتدي على المدنيين الذين يواجهون الرصاص بالصدور العارية في نبل لا نسمع به إلا في الأساطير، واستطاع اليمنيون أن ينهضوا بأنفسهم نحو الأمل الباسم، الأمر الذي يستدعي الحفاظ على المد الثوري، وتوسيعه بوتيرة عالية، وتأتي في مقدمة تلك النشاطات المسيرات والاعتصام والتظاهر بامتداد اليمن شرقا وغربا شمالا وجنوبا في جميع المديريات والمحافظات.
إن العهد الجديد هو اللحظة التاريخية الفارقة في حياة شعبنا التي انتظرها طويلا وضحى لأجلها بقوافل الشهداء، لحظة فارقة تتجاوز باليمن ظلام العهد البائد بكل مصائبه، فقد أشرقت شمس اليمن الجديد، متجاوزة المخاطر التي دمرت حياة اليمنيين في جميع جوانبها الدينية والدنيوية، فقتلت النفس المحرمة، وانتهكت الأعراض، ونهبت الأموال، واستخفت بالعقول، وحولت خيرات اليمن لمصلحتها وأسرتها، فجاءت اللحظة التاريخية الفارقة حين صرخ الشباب في طول اليمن وعرضه: الشعب يريد بناء يمن جديد.
إن الثورة السلمية في صرختها للظالم يا ظالم، تعلن بصوت عال ومسموع إن اليمن ما زالت بخير، وتعلن الحياة في جسد الأمة التي يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا رأيت أمتي تهاب فلا تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم" رواه الحاكم في المستدرك.
إن سكوت الأمة عن الظلم والوقوف في وجه الظلمة يعني موتها الحقيقي؛ حتى ولو كانت تسير على الأرض؛ لأنها حينئذ تفقد قيمة وجودها الشرعي؛ فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
من هنا فلا بد من مواصلة الكفاح السلمي والنضال بالمسيرات السلمية، والجهاد بالأدوات السلمية التي أقرها الدستور، وأكدتها قوانين اليمن النافذة، ذلك أن مواصلة النضال بالكلمة من خلال التصعيد السلمي هو الذي سيسقط بقية أركان النظام الظالم الذي عاث في الأرض الفساد.
إن العهد اليمني الجديد الذي صنعته الثورة الشبابية السلمية يعد مفخرة اليمن في الآتي من الزمان حيث ستروى قصص الشهداء، وستدرس حياة المناضلين، وستعد المسلسلات تستلهم قيم الثورة التي انطلقت من العمل بالدين، والالتزام بالأخلاق الإسلامية، والانحياز لليمن ولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، وستكتب الكتب وتدون المذكرات عن مسيرة نضالية عظيمة تحرر فيها ومن خلالها شعبنا العظيم من الخوف والخرافة، وطويت صفحة المستبد إلى غير رجعة إن شاء الله تعالى.
إن هذا الإنجاز العظيم يتطلب الإنصات إلى صوت الحكمة القائلة ليس الصعب الوصول إلى القمة ولكن الصعب أن تحافظ عليها، وهذا ما أدركه الثوار والثائرات بمواصلتهم التصعيد الثوري وهو تصعيد واصلت فيه جماهير اليمن صناعة الثورة فالثورة لم تنته بعد، ولن تنتهي حتى تحقق أهدافها الكاملة وحتى يحاكم القتلة والمجرمين على كل جرائمهم التي اقترفوها في حق الوطن والمواطنين.
دماج تقتل وعلى الجميع حمايتها:
مثلما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما عطشاً في كارثة كربلاء يقتل أهل السنة في دماج من قبل أتباع الحوثيين بطريقة تذكرنا باستشهاد الحسين رضي الله عنه، ومثلما قتل عثمان وهو يقرأ القرآن الكريم وعلى المصحف يقتل أهل السنة في دماج من قبل مجموعة لا تخاف الله ولا تراقبه في المؤمنين تماماً كما حدث في قتل عثمان رضي الله عنه. إن ما يحث من حصار وقتل لدماج وأهلها أمر مرفوض، ولا يجوز السكوت عليه، ويجب أن يقدم كل من ينتهك حقوق الإنسان إلى القضاء لينال جزاءه من أي طرف كان.

إن ما يحدث في دماج كارثة إنسانية يجب دينيا ووطنيا وأن تتدخل الوساطات ومن بغى يجب مقاتلته عملاً بقوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (9) سورة الحجرات.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد