منذ بداية الثورة وتعليمنا على نهج (يوم سلي ويوم قلي), يوم الدراسة لا دخل لها بالسياسة ويوم لا دراسة ولا تدريس حتى تسقط المتاريس والطلاب دُوخوا !
كتبتُ مقالاً فيما سبق عن التعليم وضرورة فصله عن السياسة وعن الثورة ولا حياة لمن تنادي , وبما أننا شعب نفهم ع الطاير سأكرر هذه المرة حديثي ولكن بصورة أخرى ومن جانب آخر يُعد الأخطر من مجرد توقيف الدراسة يوم وإعادتها يوماً آخر, وسأوجه أصابع الإشارة هذه إلى طرف واحد متعصب دائماً لاتجاهه السياسي ...
البداية عند بعض عُمداء الكليات والجامعات أصحاب بصمة (الشرعية الدستورية ) والذي لو شم خبر عن وقوفك بمسيرة أو حتى ظهورك على قناة سهيل أو حتى تفوهت بما يُملي عليك ضميرك بأيها جملة كهذه مثلاً (دماء الشهداء لن تذهب هدراً ) حتى يضمك لقائمة المتبقين، هذا إن لم يتلفظ بألفاظ بذيئة أو يمد يده عليك !!
لا تظنوا هذه احتمالات بل هي واقع سمعته يوماً من صديقاتي ومقربين تعرض البعض للمرمطة والتعثر في سنة دراسية بسبب مواقفهم الجادة وتعصب الدستورية على الغلابة!
أقربها إحدى صديقاتي بسبب ظهورها يوماً على قناة يمنية في إعلان شبابي للثورة ستُعيد سنة دراسية كاملة من أجل مادة كانت قد درستها خارج الوطن ونجحت ولكن العميدة بالشرعية الدستورية رفضت المُقاصة للسبب الذي ذكرته , هل هذا تعليم سنبني عليه يوماً آمالنا بأجيال واعية ؟
في ظل تباين آراء الشارع بين مؤيد ومعارض لربط التعليم بسياسة الثورة مازال أحزاب الشرعية الدستورية يفرضون مبدأ (قلاّيتي وإلا الديك) على جوانب التعليم ...الله المستعان !!
الجهة الأخرى الداكنة في تعليمنا هي استخدام المباني التعليمية ثكنات عسكرية ولوكندة للقناصة والقتلة , مدرسة البنات القريبة منا بحوشها دبابة أضاعت الطريق ربما , والمدرسة الأخرى سقفها ممتلئ متارس تنتظر القناصة لحصد أرواح الناس, وعلى الطلاب والطالبات أن يدرسوا من جَيز المدارس الأخرى !
التعليم في كل البلدان يتقدم للأمام وفي بلادنا يتقهقر للوراء والسبب عدم فصل العملية التعليمية عن اللعبة السياسية التي تُقحم التعليم في وحل الركود وتلزم الطلاب بالصمت وكبت الرأي الآخر عشان خاطر عيون الشرعية الدستورية وحتى لا يخسرون مستقبلهم.