يبيت الأطفال والنساء والشيوخ على أصوات المدافع ودوي الـ"آر بي جي" أو أزيز المعدلات الثقيلة والمتوسطة، وأستثني الشباب لأنهم إما قتلى وجرحى أو منقذين لضحايا القصف الضاري الذي تشنه قوات الحرس العائلي وبقايا نظام صالح على أهالي مدينة الصمود وملجأ الأحرار ومستودع الشرفاء ومنبع الثقافة وسفينة الثورة الشبابية السلمية.. نعم إنها الحالمة.
هذه المدينة التي تحولت بأكملها إلى ساحة لرد الظلم ونصرة المظلومين وهتفت ومازالت بإسقاط النظام وترفض أي حصانة وضمانة لصالح وأعوانه، إنها تعز التي سطرت بدماء شهدائها تاريخاً يعبق بالحرية والنضال السلمي ورسمت لأجيالها بالصبر جسراً أساسه الأمل وذروته الوصول إلى الغاية المنشودة، متحدياً كل الصعاب والعوائق والمحن التي تواجه المواطن اليمني
حقيقة لقد كشفت هذه المحافظة الأبية أسرار وخفايا المؤامرة وأثبتت للداخل والخارج هشاشة المبادرات وعرت بقايا النظام الغير ملتزمة بتعهداتها وآلية بن عمر التنفيذية وتحدت القرارات الأممية من خلال القصف المكثف على أحياء ومستشفيات وساحات الأحرار في تعز، بل وأثبتت للعالم بأكمله أن صالح مازال هو الناهي وهو الآمر إلى اليوم وأن خدعة اتفاقية الخليج ليست سوى حبراً على ورق ليس إلا...
ولكن ما يثير الاستغراب والحيرة هو لماذا تمارس ضد الحالمة تعز كل أنواع الوحشية والانتهاكات المحرمة شرعاً وقانوناً والمخالفة لكل العادات والتقاليد والأعراف التي اعتدنا عليها، وهل على تعز أن تدفع ثمن حرية الشعب بأكمله، أم أنها أذنبت لأنها ثرية بالمتعلمين والمثقفين والأكاديميين والمبدعين والثائرين السلميين أم أن المراهن على صبر شباب الحالمة لم يعتاد الخسران فقرر الانتقام من المنتصرين "أحرار تعز", أم أن تعز ستصبح مقبرة لكل أعداء الوطن والشعب والتاريخ وترسم بدماء شهدائها وشهيداتها تاريخا لنهاية نظام ظالم ومتسلط ومستبد نظام أباد الصغار والكبار الرجال والنساء، الكفيف والمعاق الأخضر واليابس، المسجد والمدرسة ووووو؟....
وأخيرا: هناك أسئلة تطرح نفسها وهي إلى متى ستظل الحالمة تحت القصف والقتل والدمار؟ وهل مازال هناك ضمانات بعد مجازر تعز؟ وهل وزراء المشترك قادرون على وقف العنف ضد المدنيين في تعز؟ وهل يا ترى من هو المسؤول عن مجازر تعز وأرحب بعد توقيع المبادرة الخليجية هادي أم صالح..؟؟؟