ما الذي يعنيننا نحن الشعب الثائر حين نتحدث عن المبادرة الخليجية التي لم تحقق سوى طموح صالح، فهي قد تكون بنظر السياسة أنها حلت أزمة سياسية حسب وصفهم ولكنها لم تحقق أهداف ثورة أنتفض فيها شعب مغلوب على أمره شعب لن يعد كاهله يحتمل ثقل رحيل صوري يُبقي السيادة للنظام، فهل تجاهل الأشقاء إرادة شعب من أجل فرد..
نعم وهذا هو الواقع الذي لا يُخفى عن أحد، فللأسف ليس هناك أي إيجابيات تُذكر حتى تلك الحسنة الصغيرة التي نسبناها إلى ميزانها كانت قاصرة، فهي إن أستطاعت أن تلفت نظر المجتمع الدولي ولكن النظرة كانت قاصرة لا ترقى إلى المسؤولية بمعاناة شعب لم يجد في وطنه سوى تلك المظاهر الكاذبة التي توحي للعالم بعكس الواقع المُعاش ولكني لا أعتقد بان العالم مازال ينظر إلى اليمن بعين صالح التي جسدت عظمة الثورة بأنها أزمة سياسية لا تحتاج سوى شخطة من جنابه على مبادرة تفتقر إلى العدالة والإنصاف، فكل ما في الأمر أن المجتمع الدولي أراد أن يحمي مصالحه على حساب تلك الإرادة الشعبية التي انتفضت بعد أن عاشت ثلاثة وثلاثين عاماً في عزلة عن واقع سياسي تلاعب فيه أطراف يجيدون فن الكذب والوعود الزائفة التي شاب منها الشباب ويأس منها الشيوخ وعندما قرر الخروج عن تلك العزلة المفروضة والوقوف بشموخ أمام الإقصاء ليعلنوا رغبتهم ببناء وطن يستوعب وجودهم الإنساني لم تُحترم إرادتهم لا من قِبل من أذاقهم مرارة الفقر والجوع والبطالة ولا من المجتمع الدولي الذي تدخل ببرود من أجل أن يمنح حصانه لقاتلهم وقاتل أحلامهم ولكني أعود وأقول بأن كل هذا لا يعنيننا لا مبادرة ولا قرار..
فالثوار الأحرار قرروا أن يواصلوا نضالهم السلمي رغم ما يواجهون من قتل وقصف وتدمير لأنهم لم يصلوا بعد إلى أهدافهم في بناء دوله مدنية تسودها العدالة والمواطنة المتساوية، فإذا كان الخليجيون والمجتمع الدولي قد استرخصوا تلك الدماء، فنحن لن نكون متخاذلين معهم ولن ننسى شهدائنا، فدمائهم أمانة في أعناقنا حتى نُحقق المطالب التي وهبوا أرواحهم في سبيل تحقيقها فيا أم الشهيد كُفي دمعك فلن ندع من أبكاكِ قهراً يبتسم بوجه ألمك ويا زوجة الشهيد أوقفي نوحك فلن يفلت من يتم البراءة فعدالة السماء لن تترك الحزن رفيق أطفالك ويا أخت الشهيد أصمدي فلابد أن يسمع القدر أصوات رثائك...فكل ما حدث وما سيحدث في تعز هذه المحافظة التي أصبحت وطناً كبيراً يستوعب أحلام وطموح كل يماني حُر لن تستطيع أن تثنينا أن نكون مثل أولئك الشهداء الذين علمونا كيف نموت بشموخ في سبيل الوصول إلى عنوان إنسانيتنا الحرية والكرامة.
بقايا حبر:
تعز هي الحياة رغم الموت الذي يُطارد شبابها....
تعز هي الأمان رغم الخوف الذي يرافق ليلها....
تعز هي الصمود رغم العواصف التي تحاصر شموخها...
تعز هي الوطن رغم الاغتراب الذي يحاور قصفها...
فوق ثرى الحالمة الطاهر فرشنا سجادة حمراء كي نستقبل فخامة أحلامنا..
naaemalkhoulidi23@hotmail.com