طرزان !!
"حربي".. "نمسي".."مخبر".."زوار الفجر".. والعديد من التسميات المعرفة بمنتسبي أجهزة الأمن الخاصة.. (المخابرات) في العالم، و(الأمن السياسي – القومي) في بلادنا اليمن..
وحقيقة برغم خطورة أفعالهم وأضرارها الفادحة، إلا أنه كثيراً ما نسب إليهم صفات الغباء والحماقة...
فمثلاً في إحدى الدول الشقيقة ذات أجهزة الأمن المماثلة.. يحكى أن أجهزة المخابرات ألقت القبض على "حمار" !! وظلت تخضعه للاستجواب المصحوب بالتعذيب البشع.. وكل ذلك لأنه رفض الاعتراف بأنه "أسد"!!!!.
وفي دولة أخرى.. تجد "أشاوس" المخابرات "متنطورين" في شوارعها ومقاهيها وجامعاتها.. لكنه وزيادة في "التنكر" تجدهم بنظارات شمسية في عز الليل طبعاً.. مرتدون بالطوهات طويلة في عز الصيف الحارق وفي أيديهم صحف تظهرهم مشغولين جداً جداً بالقراءة ومتابعة الأخبار من "خزق" أحدثوه وسط الصحيفة.. وإذا كنت مواطن "تمشي جنب الحيطة".. ولم تستطع تمييز أحدهم من هيئته أو تتعرف على وظيفته الأمنية.. يعني ما أفتهملكش الموضوع، مثلاً... فانه وبحركة بهلوانية سحرية وبالغة الإبداع والذكاء !!!.. يجعلك تسترق النظرة المثخنة بالرعب والدهشة إلى خصره لمشاهدة "المسدس"!!!.
عموماً... الحكايات كثيرة غير أنهم في اليمن "المطب".. شيئاًً آخر وأكثر إدهاشاً"..
نعم هم "نمسي".. و"مخبر".. و"حربي".. و"زوار فجر" !!... لكن لهم من المشاهد ما يثير العجب العجاب في الزمن الهباب!!!.
دعوني لا أطيل عليكم.. لذا سأحكي لكم بعضاً من المواقف والمشاهد الكوميديا !!.. في العدين، مثلاً – وهي إحدى مديريات محافظة إب ـ وبعد العام 1990 ووحدة 22 مايو.. وحيث كان لم يزل جهاز الأمن السياسي يستمد عنفوانه من "بطولات " جهاز الأمن الووووووطنينيني!!! و"صاحب السمعة الحسنة" محمد خميس.. كان هناك مجنون يدعى" طرزان" !!!.. ألق عليه "أشاوس" جهاز الأمن السياسي القبض.. وأخضع – كما أخضع ذلك الحمار – للتحقيق المشفوع بالضرب والتعذيب.. حتى يعترف "تبع من هو"!!؟.

طبعاً "طرزان" مجنون بالفعل وليس إدعاءً.. وبعد أيام طويلة من التعذيب والاستجواب.. أعيد توجيه الاهتمام وتوصيف "التهمة"!! بحيث تملكت محققي الأمن رغبة "مجنونة".. أراد الأمن السياسي من "طرزان" أن يكون واحداً منهم !!.. وأن يتحول "رضا والا صميل"!!.. "حربي".. و"نمسي".. و"مخبر".. يعمل لصالح الوطن بمرتب شهري وحافز مالي مغري!!!.
ـ "طرزان" مجنون يا خبره!!!.. هكذا قال لهم أحد عقلاء العدين، حينها !!.. و"الخبرة" : حرام وطلاق ما به إلا يكون "طرزان" واحداً منهم !!.. "من يقولوا لأبوه"!!.
ـ يا جماعة الخير "طرزان" مجنون.. وأنتم بحاجة إلى شخص يكون "عاقل".. وبعد ما تعسكروه معكم يصبح "مجنون" من أجل الوطن، وفي سبيل الواجب الوطني !!.. لكن "طرزان" مجنون.. مجنون من صدق !!!.
و.... نواصل معكم في عدد قادم.
*الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافيةctpjf
ctpjf@hotmail.com