عشرة أشهر من الحراك الشبابي اليمني للتغيير الذي ملأ الساحات والميادين آن له من نهاية تضع حداً لتضحيات وصمود وثبات فاق القدرة على التحمل رغم العنف والعسف والقصف والمناورات واللعب على عامل الوقت . نهاية تحقق لليمنيين ما خرجوا إليه بالملايين، من طموحات تخرجهم من غياهب حكم مثقل بالفساد والمحسوبية والمصالح وسد كل أبواب الحرية والتقدم والتنمية والعدالة .
لقد عانى اليمنيون كثيراً في مواجهة نظام استخدم كل ما لديه من قبضة أمنية حديدية، وكانوا نموذجاً في الصبر وعدم الانجرار إلى العنف، وبذلك فوتوا فرصة أرادها النظام لإثارة حرب أهلية تلهي اليمنيين بصراعات دموية داخلية وتؤبد وجوده في السلطة .
لعل التوقيع على المبادرة الخليجية وإعطاء عبد ربه منصور هادي صلاحيات رئيس الجمهورية، وتكليف محمد سالم باسندوة تشكيل حكومة وحدة وطنية، تشكل مدخلاً حقيقياً لإنهاء الأزمة اليمنية، باعتبار أن كل وسائل اللف والدوران والمماطلة والمراوغة التي اعتمدها النظام استنفدت أغراضها، وباتت كل أبواب التملص من التزامات المبادرة مغلقة، إلا إذا حاول مجدداً العودة من ثقوب قد يجدها متاحة في متن المبادرة لتأجيل موعد نهاية نظامه .
قد لا تكون المبادرة وآلياتها أخذت في الحسبان مواقف شباب الثورة في ساحات التغيير في صنعاء وتعز وغيرهما من المدن اليمنية، خصوصاً أنهم أصحاب الثورة والأحق في تحديد شروط انتصارها، إلا أن ذلك لا يمنع من القول إن النظام وقع على التغيير أمام إرادة الشعب اليمني، وإن النظام الجديد لن يكون على شاكلة النظام السابق، فما بعد التوقيع على المبادرة لن يكون كما كان قبله .
وإذا كان الحذر مطلوباً، فالمطلوب أكثر في هذه المرحلة تمتين أواصر الوحدة الوطنية، والارتفاع فوق العداء والخصومات، وإعداد ما يلزم من خطط لبناء اليمن الجديد الذي يطمح إليه الشعب اليمني .
نقلاً عن الخليج الإماراتية