يقصد بمفهوم الحزب الواحد في قاموس السياسة (أن الجماعة السياسية لا تعرف سوى تنظيم سياسي حاكم واحد,يسعى بكل قدراته إلى إلغاء الطرف الآخر المنافس).
ويعود سبب ظهور مثل هذه الأنظمة إلى البلدان التي سادت فيها النظرية الماركسية والتي سعت إلى بناء مجتمع شيوعي موحد.
ويرتبط هذا النمط رسمياً بشخص رئيس الدولة (الزعيم الحاكم) وقد عُرف هذا النموذج في صورته الكلاسيكية في ألمانيا في عهد هتلر، وإيطاليا في عهد موسوليني في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين.
وفي عالمنا العربي انتشر نموذج الحزب الواحد على يد حكام ديكتاتوريين مستبدين عملوا على تعميم هذا النموذج بدءاً من الاتحاد الاشتراكي الناصري، إلى جبهة التحرير في الجزائر، إلى حزبي البعث في سورية والعراق، وقد عُمم هذا النموذج حتى شمل معظم الدول العربية.
ورغم أن الثورات العربية قامت في الماضي ضد أنظمة حكم وراثية ملكية، إلا أن بعض ملوك تلك الدول لم يستمروا في الحكم مثلما أستمر فيه زعيم جمهوري لمدة(42) عاماً.
عام الصحوة!!
ما يحسب للعام 2011م أنه عام (صحت فيه الشعوب العربية وانتفضت ضد الحكام المستبدين) و ما يحسب لتونس أيضاً هو أنها حاضنة ثورات الربيع العربي، وملهمة الصحوة الشعبية، والتي كان لنجاح ثورتها الأثر الكبير الذي فتح الباب أمام الشعوب الأخرى للانتفاضة ضد حكامها.
حيث انتقلت الثورة مباشرة إلى أرض النيل، وخرج الشعب المصري العظيم عن بكرة أبيه ضد نظام العمالة والخيانة، الذي تربع على أشلاء الملايين من نساء فلسطين وأطفالها الأبرياء لقرون.
وفي ليبيا الحرة سطر رجالها البواسل أجمل دروس التحرر والفداء في سبيل دحر الطاغية عن ارض ليبيا، بعد أن ظل يمسك بالحكم العشوائي ويوزع خيرات الشعب الليبي الحر ومقدراته يمنة ويسره، وحول أبناء شعبه إلى مجموعة من القطيع يتصرف بهم كيفما يشاء، ووقتما يشاء.
وفي ارض اليمن السعيد حاول الشباب الأحرار إعادة السعادة والخير والحكمة لهذا البلد الأصيل بعد أن عاث فيه نظام الفرد الواحد فساداً لقرون، وجعل أبنائه مترحلين ومتسولين أمام سفارات البلدان الأخرى بحثاً عن لقمة العيش الكريمة.
وفي بلاد الشام ثار أحرار سوريا العظماء ضد نظام القمع والاستبداد.
ختاماً... لقد ظلت تلك الأنظمة تُمسك بزمام الحكم لقرون طويلة، حتى أتت ثورة تونس كبادرة خير عملت على صحو الأمة العربية، ونجحت بفضل الله وبصبر أبنائها في القضاء على أربعة أنظمة فردية، كما وسحبت البساط من تحت زعماء آخرين، وقطعت الطريق أمام الانفراد بالسلطة، وفتحت المجال أمام المشاركة الشعبية والحزبية الواسعة.