علي عبد الله صالح المراوغ الكبير والداهية السياسي المحنك استطاع مجازاً أن ينجو من شباك المحاكمة بذكاء ودهاء خارق.
صالح الذي وضع المبادرة بنفسه نجح تماماً بنقل الثورة من ساحات التغيير إلى طاولة المفاوضات، بفضل شباب متعنت ومعارضيه.
فبعد (10) أشهر من (الثورة السلمية) المطالبة بتنحيه، استطاع الحصول على خروج مشرف من السلطة، لا سيما أنه سيبقى رئيساً فخرياً لمدة ثلاثة أشهر، ولن يغادر إلا بعد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كما أصرّ هو على ذلك.
فهذا اللاعب المحنك كما وصفته صحيفة(السياسة الكويتية)، لم يفر من بلده كنظيره التونسي السابق زين العابدين بن علي اللاجئ في السعودية، ولم يقتل مثل الزعيم الليبي معمر القذافي، ولا سيحاكم مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وحتى حزبه لن يخرج من الساحة السياسية.
لقد حفظ علي عبد الله صالح ماء وجه على الأقل، وغادر المشهد السياسي، محققاً ثلاثة انتصارات أهمها حصوله على الحصانة القضائية،وضمان عدم ملاحقته قضائياً، كذلك ضمان بقاء حزبه شريكاً في المعادلة السياسية، إضافة إلى إحتفاضه بثروته التي جمعها طيلة فترة حكمه.
هذا الرجل الذي تلقته ملائكة الرحمة (المعارضة) حد وصف المستشار الصحفي له (أحمد الصوفي) بات يُنظر إليه اليوم بعين الإجلال والمثالية،باعتباره الزعيم الملهم، والقائد الهمام، والمعلم القدوة الذي سطر لطلاب جيله (الرؤساء) درساً مهماً في الوطنية، غير مجرى الربيع العربي باكمله (!).
أخيراً... تعالوا نتفق أيها الشباب أن المبادرة الخليجية قد حققت لنا المطلب الأول من مطالب الثورة( تنحي صالح)،ولنشرع في استكمال ما تبقى من مطالب وأهداف أخرى، بعيداً عن الانجرار وراء العواطف والمشاعر، ولنترك لعقولنا أن تفكر، بحيث لا نفوت الفرصة ونفتح الباب أمام المتربصين بالوطن وبأمنه ووحدة أراضيه، حينها لا ينفع الندم.
موسى العيزقي
الرئيس الرابح الأكبر!! 2247