توقيع الرئيس علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية ليس نهاية المشكلة بلا شك، بل إنها نقطة البداية والأرضية المناسبة لبدء المعركة الحقيقة.
وهي المرحلة الحرجة، والنقطة الفيصلية في تاريخ اليمن الحديث والتي تتطلب منا جميعاً الوقوف جنباً إلى جنب لمواجهة التحديات الكبرى والتغلب عليها.
كما ويجب الالتفاف حول الرجل الذي مُنح الثقة ليكون رجل المرحلة الراهنة (الفريق عبد ربه هادي) وهو جدير بان يقود السفينة إلى بر الأمان ويستحق كل الاحترام والتقدير.
أحزاب المعارضة هي الأخرى يقع على عاتقها اليوم مهمة كبيرة وهي مدعوة إلى إثبات حُسن نيتها وتكريس أقوالها وأرائها إلى أفعال، فالمرحلة مرحلة عمل والجميع مدعو إلى المشاركة في بناء اليمن الجديد ( يمن المؤسسات والنظام والقانون).
الشباب في ساحات وميادين التغيير والحرية يتحملون نصيب الأسد من المسئولية الوطنية تجاه هذه المرحلة الحرجة، وبالتالي عليهم مد يد العون وجسور المساعدة للحكومة المرتقبة لتحقيق كل المطالب التي خرجنا جميعاً من اجلها منذ عشرة أشهر.
أيضاً على حكومة الوفاق الوطني ودولة النائب هادي التعامل بنوع من الحكمة والمسئولية والعقلانية مع الشباب الثائرين في الساحات لتحقيق مطالبهم المشروعة وأهدافهم النبيلة.
أعداء الوطن وتجار الحروب يجب الحذر منهم وقطع الطريق أمام أهدافهم الذميمة ونواياهم الخبيثة.
وسائل الإعلام الرسمية يجب أن تطوي صفحة الماضي وتفتح صفحات جديدة مشرقة يسودها الحب والتسامح والوئام، بين أفراد المجتمع الواحد.
كما ويجب عليها الابتعاد عن كل ما من شأنه العمل على تأجيج الصراعات وشق صف أبناء المجتمع اليمني الواحد، وما من شأنه تكريس ثقافة الحقد والكراهية.
كما ويجب على الإعلام المعارض والمستقل أن يكون هو الآخر أداة من أدوات تنوير المجتمع وتبصيره، لا أن يكون أداة لتدمير المجتمع وتمزيق نسيجه الاجتماعي.
المثقفون والكتاب والصحفيون ورجال السياسة وحملة الكلمة يقع على عاتقهم أيضاً تعريف الناس بأهمية المرحلة الراهنة وبضرورة الاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها جميعاً.
أخيـــــــــــــــــــــــــــــراً..
يبقى شيء في غاية الأهمية هو (إخلاص النية)، فإذا كانت نوايا الجميع سليمة وطيبة، فأنهم سيعملون بحزم وبجدية وبتفانٍ من اجل إنجاح هذا الاتفاق التاريخي الذي سيمكننا من بناء الوطن الكبير. فبناء اليمن وتنميته والحفاظ على أمنه وسلامة أراضيه مسئولية الجميع.
موسى العيزقي
اليمن والتحديات الكبرى 2030