كالعادة يتهافت الموالعة لشراء القات يومياً للهرب من أعباء الحياة اليومية تارة وتارة لتتكئ على تأثريها إنجاز أعمالهم ومهماتهم الصعبة.
الوضع يختلف تماماً لدى إحدى صديقاتي (الغير مولعيات) حين تفاجأت بها يوماً وهي تمضغ القات بُحزن وفي ساعات متأخرة من النهار على غير عادة الموالعة الذين يمضغونه ببهجة ولهفة وبساعات مبكرة في بعض الأحيان..
المهم اختصرتُ الشكوك بسؤال وامض، فعرفتُ من جوابه أصل الحكاية..
الحُزن مولود طبيعي لتقلبات الحياة وضرورة لتوازنها والبكاء ثوبه المُريح، وما لم يكن في بالي أن يولد الحُزن ويجلب البكاء بأوراق خضراء!.
في الأمر أن الإنسان مكتئب يبحث عن (يَد) تُخرجه من قفص الكآبة، ولكنها يد تقود إلى التهلكة والمولعة, تمضغ القات، لأنها مكتئبة وتكاد تختنق وتريد أن تبكي فترتاح!.
ربما يكون الأمر غريباً بعض الشيء، ولكن ما الذي يجعل القات يجلب البكاء أحياناً والبهجة أحياناً أخرى؟! السؤال هذا توجهت به إلى ذوي المعرفة والإلمام به أقصد الموالعة, البعض منهم يُرجعها إلى طبيعة القات نفسه وفصيلته، فإذا ما كان قات (بَغرة) - على حد قولهم- فإنه يجلب الضيق والمزاج السيئ والبكاء ربما، البعض الآخر يقول إن العامل النفسي وحده من يستحضر البكاء وهو وحده المسؤول عنه والمتحكم بعيداً عن تأثير القات، فمتى شعر المكتئب أنه بحاجة للبكاء يتناول القات، فيبكي ويُلقي بها على أوراق القات..
وحتى أتحقق من الموضوع وأقطع الشك باليقين تعرض عليّ صديقتي بخوض تجربة مضغه وقتما احتاجت للبكاء!!.
لستُ بحاجة للقات بتاتاً سواء لجلب البكاء أو الفرفشة, القات مازال في نظري خطراً لا يقف عند حدود بكاء أو ضحك, خطر لا يستثني أحد، فيحاصر ويدّمر الشباب دون رحمة..
جيوش من المقاوتة وجيوش من تجار الموت يلعبون بالخفاء لعبة الموت ويبحثون عن المال دون أن يفكروا لحظة واحدة في ضحاياهم.
ما الذي نفعله لوقف زحف هذا الموت؟
بالتأكيد سؤال كبير والإجابة تتطلب إرادة وصبر شخصي لمواجهة القات ومن يُشجع عليه وربما يجوز أن نقول إن المطلوب الدخول في حرب عالمية (ثالثة) إن جاز التعبير.
حرب تتحد فيها الأرض والنفس البشرية والسماء لإنقاذ الشباب من فريسة الخطر الزاحف..
سأبدأ أنا من هنا وأنصح صديقتي (لا للقات لا للمولعة)..