عشرة أشهر والثورة مستمرة لا تتوقف. مسيرات يومية وفعاليات ومهرجات, تضحيات ومواقف بطولية, شباب في عمر الزهور يقفون بصدورهم العارية أمام آلة القمع والبطش والهمجية ونساء نزعن الخوف من قلوبهن وصرن يتقدمن الصفوف ويواجهن الموت بكل شجاعة وإقدام وأناس يعملون في الخفاء ويقدمون كل غالٍ ورخيص ولا يبخلون بشيء وليس لهم من وراء ذلك غاية سوى رضى الله وانتصار الثورة وتحقيق كامل أهدافها، إنهم يصنعون ملحمة الإنسان الخالدة، هو يناضل من أجل غد مشرق يعيش فيه الآخرون سعداء, إنهم يعزفون أنشودة الحرية وأغنية الكرامة وقصيدة الفجر القادم الذي جاء بعد طول انتظار, لقد أعادوا للحياة روحها من جديد يحكى عن فجر مشرق يملأ الأرض ضياء وبهجة و يذكرنا بالأيام الخوالي و الذكريات الرائعة ذكريات الثورة و التضحيات من أجل الوطن و التي لم نعد نقرأ عنها إلا في كتب التاريخ فقط.
إنهم يذكرون بقصة الغول الذي كتبها الأديب اليمنى الكبير محمد عبد الولي و التي تحكى أن امرأة عجوز ضعيفة في إحدى القرى بعد أن عجزت عن إيجاد دواء لابنها المريض.حلمت في المنام أن دواء ابنها الوحيد هو قلب الغول ملك الجبل ذلك الوحش القاسي الذي نشر الرعب و الخوف في القرية وصار الكل يهابه, فقررت تلك المرأة الضعيفة أن تقتل ذلك الغول مهما كلفها من ثمن، فذهبت إلى مكانه في الجبل ووقفت أمامه بكل شجاعة وإقدام، قائلة له (يا غووول كن من شئت مهما تكن قوتك فإنني أم أبحث عن دواء لابني وقد علمت أن الدواء ليس سوى قلبك لذلك أتيت لأخذ الدواء أردت أم لم تريد) لقد انهارت كبرياء الغول أمام شجاعة وإقدام المرأة هنا لم يجد أمامه إلا لغة الاستعطاف و الحوار الكاذب من باب الخوف على المرأة حتى لا تكون ضحية من ضحايا التهور، لكن إصرار المرأة على منازلة الغول وقتله ورفضت كل دعوات الحوار وعندها تلاشت قوة الغول التي لم تكن إلا وهماً أمام صمود وإصرار المرأة التي استطاعت آن تقتل الغول و تعود إلى القرية هي تحمل قلبه دواء لابنها المريض,
إن الثوار في ساحات الحرية والتغيير يواجهون النظام بكل بطشه وجبروته وهم يرددون بلسان الحال لا بلسان المقال نفس عبارة المرأة. ((يا نظام كن من شئت مهما تكن قوتك فإننا نريد أن نعيش بكرامة في ظل دولة مدنية وقد علمتنا أن ذلك لن يكون إلا برحيلك) لقد كشفوا للعالم كله إن النظام لم يكون إلا كذلك الغول الذي كان يخيف ويرهب الناس وفي النهاية انتهى على يد امرأة ضعيفة لقد ظل هذا النظام لعقود من زمن يخيف الشعب عن طريق أجهزة أمنية شديدة القمم مستعين بوسائل الإعلام لكن الآن انكشف أمره وظهر للعالم على أنها ليست إلا وهم كاذب.
تيسير السامعى
انتهت أسطورة الغول 2607