ما أقسى أن تغفو مشاعرنا وعقولنا على فراش اللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، مقالي اليوم سيكون صريحاً لأجعل منه نوراً يضيء واقع الظلام الذي يعيشه أولئك الذين يحملون فكراً خاطئاً وثقافة مغلوطة عن حقيقة هذه الثورة العظيمة، فأنا حقيقة أشعر بالاستياء عندما أسمع بعض الألفاظ والعبارات التي توصف بها الثورة، فمنهم من يقول بأنها مناكفة سياسية حقيقتها الصراع على السلطة والبعض الآخر يصفها بأنها ثورة حزبية قامت من أجل الانتصار للمصالح الحزبية والمشكلة أن هذه الألفاظ من كثر ما أصبحت تُردد جعلت الكثير من الناس يحملون أفكاراً سلبية تجاه الثورة والثوار حتى في أوساط المثقفين الذين لم يحتكموا إلى العقل والمنطق الذي سيقودهم إلى حقيقة مؤداها أن كل ما يقال يجانب الواقع، فبالله عليكم أيعقل بأن الشباب سيرابطون في الساحات لأكثر من تسعه أشهر من أجل الانتصار لمصالح شخصيات معينة تاركين أعمالهم وأسرهم وجميع التزاماتهم أي أنهم ضحوا بمصالحهم الخاصة من أجل مصالح أحزاب؟ بالتأكيد هذا أمر لا يعقل أو أنهم جندوا الثورة بمبادئها وأهدافها من أجل رفع راية الحزبية على حساب وطن ُيدمر وشعب يُقتل، فهذا أمر لا يتقبله عقل سليم ولا منطق عادل، فصبر الثوار وصمودهم ليس له أي تفسير سوى أنهم انتفضوا وضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل أن يصنعوا يمناً جديداً تلوح في أفُقه راية التقدم والازدهار، لذلك من باب العدالة والإنصاف يجب على كل صامت أو مؤيد لهذا النظام أن يكللوا تقاعسهم بالمسؤولية تجاه الوطن بالصمت لأنه خير من كلامهم الذي لا يمد للمصداقية بصلة ويتركوا السخرية من تلك الدماء الزكية التي قدمت فداء لوطن الجميع "اليمن" فإذا كانوا حاقدين على الثورة حسب قولهم بأنها أدخلت البلاد في أزمة اقتصادية واللي كان يأكل بالأمس اليوم أصبح ميت من الجوع، فبلاش نكذب على أنفسنا متى أصلاً اليمن وصلت للرفاهية الاقتصادية؟، فالشعب أساساً ما انتفض إلا للعيش الكريم، فمن كان يجهل حقيقة أن الناس قبل الثورة وصل بهم الجوع إلى أن يأكلوا من براميل القمامة.
قد تكون بالفعل الآن الأزمة خانقة، لكنها تراكمات سياسة اقتصادية خاطئة، جندت أموال الوطن للطبقة العليا فقط وأيضاً أصبحت وسيلة صالح الوحيدة لتنفير الناس من الثورة وعشان يقولوا الحكومة حقنا أرحم من ثورتكم، فيجب أن نكون أكثر وعياً ولا نسير على خُطى تلك السياسات المفتعلة التي يحاول أن يجرنا صالح إليها، فحالة الذعر وعدم الاستقرار الذي نعيشه هي نتيجة طبيعية للوضع المأساوي الذي أوصلنا إليه هذا النظام، فهو يحاول أن يجر البلاد إلى هاوية التفكك والصراعات الداخلية والصوملة، حسب تخوفه المدروس في كل تصريحاته وهذا من بُعد خياله، لأننا شعب وصفنا بالإيمان والحكمة ولن نقبل أن نكون أداه بيد هذا النظام الفاسد، فإرادتنا اليوم حيه ولن تموت ولن تضعف مهما كانت الصعوبات والأزمات والعراقيل التي يفتعلها بقايا النظام، لذلك أقولها بوجه كل صامت متخاذل مع بقايا النظام ثورتنا ثورة حقيقية وليست أزمة أو كما يحلو للبعض تسميتها مناكفه سياسيه ومن هنا أوجه رسالة للأشقاء الخليجيين وأقول لهم بأنه من المفترض عليهم قبل أن يوافقوا على بنود المبادرة التي أملاها عليهم صالح أن يرتقوا بمسؤوليتهم شرعاً ولا يمنحوا من سفك دماء اليمنيين حصانة وقانوناً بأن يحترموا جميع المواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية التي لا تصادق على إعطاء حصانة لقاتل مهما كان منصبه، فأنتم لم تمنحوه الحصانة لما قد أرتكب من جرائم بحق اليمن وإنما أفسحتم له الطريق بأن يرتكب المزيد من الجرائم، فسياسته التي تقوده إلى المماطلة في التوقيع تتيح له مزيداً من الوقت للانتقام من الأحرار الذين أعلنوا تمردهم عن هذا النظام الذي يعتبر قليل بحقه أن نصفه بالفاسد.
* بقايا حبر:
أنا لا أمتلك عصى موسى، ولكنني أمتلك إرادة تفوق السحر إعجازاً.. وطموحاً يفوق المستحيل إنجازاً.
naaemalkhoulidi23@hotmail.com
نعائم شائف عون الخليدي
أقُولها بوجه كل صامت؟! 1961