تلك هي حكاية أحد أصدقائي التي يحكيها ويعزيها إلى نتيجة التسلط الفكري والنفسي والعاطفي التي تمارس في حقه كمواطن فيقول: مازلت أعاني منذ ظهور ربيع الثورات العربية كثيراً لأنني أصبحت أعيش رهاب الإرهاب لكثرة سماعي ما تردده وسائل إعلام الأنظمة عن الإرهاب والدور الذي تمثله الأنظمة في حماية العالم من هذا الإرهاب وما يشكله الحكام من صمام أمان لعالم آمن وخال من الاهاب... ولأن هذه الصمامات تهاوت وأصابها صدأ الجلوس على كراسي وأعناق شعوب عشرات الأعوام...تصورت أو تخيلت الشعوب قنابل وانتظرت انفجارها لأن صمامات أمانها نزعت أو خلعت أو وقعت في شر أعمالها ولكنها لم تنفجر.
كان تأثير الدعاية الإعلامية وما تصوره من هول انعدام الأمن وغياب السكينة قد فعل في نفس فعله ولا أعتقد أن أحداً سيلومني على ذلك، لأني مواطن أتابع وسائل الإعلام الرسمي وأصدقها ولأن كان أحداً سيلومني فلأني ما زلت أصدق دعايات وشعارات أنظمة الفساد بينما العالم لم يعد يصدق منها شيئاً ولم تعد تطربه دندنات عملائه بعد أن انسجم معها كثيراً وصدقها ردحاً من الزمن ولكنه أغلق سمعه حينما أدرك أنه مضحوك عليه كما هو مضحوك على الشعوب التي يحكمها أذنابه، وحول سمعه صوب الشعوب المقهورة بعد أن وجد أخيراً أن مصلحته تصب في علاقته بالشعوب لا بأنظمتها التي أساءت لشعوبها ومواطنيها ولم تستطع تقديم المطلوب منها لسادتها....
استطاع الإعلام التأثير على جانبي النفسي عند وجود حالات مشابهه للإرهاب تستهدف العساكر وصغار الضباط إما بالتفخيخ أو القنص الذي يستهدف هؤلاء الذين لا يمتلكون من الحياة والسياسة سوى رواتبهم ودخلهم الشهري الذي يعيلون به أسرهم وهو كلما يملكون أو يستهدفون من أجله، بينما لا يساوي ما ينفق على بقرة أو نعجة في إحدى دول أوروبا خلال يوم.
بحثت عن أضحية العيد وأنا مشوش الأفكار، يتهيأ لي أن كل شيء يمكن أن يتحول إلى إرهابي من الحيوان إلى الإنسان إلى الجدار...
تصور أنه أعجبني أحد الكباش عندما رأيته من بعيد ولما اقتربت منه وجدت نفسي لا إرادياً أتراجع للخلف بسرعة، مرعوباً لأنه كان يحمل ما يشبه الصاعقين تحت دقنه نتيجة الدعاية ظننته مفخخاً ولم أهتم لضحكات الموجودين في الزريبة على موقفي لأنني أصبحت مرتهناً لدعاية الإعلام البديع التي أصابتني بالتبلد وعدم الإحساس...
أما ما زاد الطين بله فقد كان أحدهم ينادي صاحب الزريبة يا أبا أحمد، فتخيلت الزريبة لحظتها إحدى كهوف "تورا بورا" وأطلقت لسيقاني العنان متجاوزاً سرعة العداء "سعيد عويطه" وعندما توقفت لالتقاط الأنفاس انفجرت بالقرب مني قذيفة دبابة للشرعية الدستورية عندها واصلت سباق الماراثون الأحادي وأنا أتحسس جسمي مردداً يا هارب من إرهاب الأنظمة لن تنجو من قذائفها وكل عام وأنتم بلا إرهاب.