وكأن الشعب مستأجر إيجار وما فيش معه عقد وكأن هذا البلد بيت "مسجل أوقاف" وأصحاب البيت أو من يعتقدون أنهم كذلك يقطعون عليه الكهرباء تارة والماء تارة أخرى ويرفعون الإيجار بمناسبة وغير مناسبة ويضربون العيال ويرفعون سعر الغاز المنزلي و.. و.. الخ، وينغصونه في حياته بكل الوسائل بهدف تطفيشه ويحولون الحارة إلى مطبات وحفر وخنادق ومزراب "حوش من الشوك" ولسان حالهم: دوِّر لك بيت البيت هذا بيتنا وبصيغة أخرى شلو بصوتنا ولا أخرجوا من بيتنا ووفقاً لهذا المنطق فعلى الشعب دفع الإيجار حتى لو كان نازح ومشرد وتسديد فاتورة الكهرباء حتى لو كان قابعاً في الغدرا ويدور له بيت.. وهذا مستحيل إذ ليس من المعقول ترحيل "22" مليون "نسمة" من أجل تسكين "20" لا أقول نسمة بل "طاهش" أما الخيار الثاني فهو أن الشعب يجلس في البيت وما يرضاش يخرج منه ويروح يدور له بيت وفي هذه الحالة يستحمل ما يجري له فالدبة البترول قد تصل إلى "10" ألف ريال والدبة الغاز قد تصل إلى "5" ألف ريال والكهرباء ستصبح في خبر كان وسيعود "300" سنة إلى الوراء وبالتحديد إلى كهف الظلمات.
وفي كل الأحوال فالحروب كفيلة بأن تجعل آلاف السكان ينزحون من شققهم إلى الخيام ومراكز الإيواء والاشتباكات المسلحة كفيلة بإغلاق المحلات التجارية ومسمار واحد قد يكون ذريعة لتشريد مدينة بأكملها وهذا هو الحال اللي اعجبه اعجبه واللي ما اعجبه الباب يفوت "22" مليون جمل يسيرو يدورو لهم بيت أو ينزلوا في فندق واحد في الصين على شان كذا تعالوا نحسبها ونوزع المستأجرين هل ما زالوا في البيت؟ الآلاف معتصمين في خيام في الشوارع وما يقارب ربع مليون يمني نازحون في خيام ومراكز إيواء ومدارس و"2" مليون مغترب يمني مغتربين في الخارج وآلاف مزفرين ومغفرين وهاربين تهريب والبقية محتجزين مثل أصحاب الكهف ثلثهم يعانون من المجاعة و70% من المستأجرين "الشعب" تحت خط الفقر وأكثر من ثلاثة مليون عامل عاطل وأكثر من نصف السكان شباب بلا عمل ولا مستقبل.. باختصار أحد قباله بيت للإيجار الشعب هذا طافش ولم يعد يشعر بأي نوع من الاستقرار.
ويا محبي النبي صلوا عليه
أحمد غراب
دَوُّروا لكم بيت 2362