;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

اللواء محسن شخصية استثنائية تنقاد للحق وتناضل من أجله 2103

2011-11-07 19:14:14


من نبل الموقف وروعة الانتصار للحق والقدرة على استحضار الإنساني وعياً وممارسة، ومن روح الانتماء الوطني والتحلي بالشجاعة الأخلاقية كقيمة رفيعة لا يقدر عليها سوى من تحلوا بأخلاق الفرسان وشهامة الشجعان وانتصروا لما هو مشرق في التاريخ الوطني المعبر عن اقتدار اليمن في صناعة التحولات، ومن الوعي العميق بممكنات التحول الكبير للأرض والإنسان في وطن "22" مايو المتوج بأكاليل الفرح وزغاريد الانتصار، ومن الأيمان العميق بأن النصر لا محالة قادم، ومن عظمة الموقف الداعم للثورة الشبابية السلمية المناط بها التغيير الجذري المنهجي المقصود للارتقاء بالوطن ليجاور النجوم ويبقى عالياً كهامات الثوار الأحرار، ومن ذات الصمود القوي في ميادين الحرية بثورة سلمية كسبت احترام العالم، وإدراكاً لأهمية الفعل الثوري الذي بات يقيناً لا يقبل بغير الانتصار المنحاز للإنسان بتطلعاته لإرساء قيم الحق والخير والجمال.
 من هذا العظيم الذي تمظهر بقوة في احتفائية الجماهير بأعيادها الدينية والوطنية، تأتي كلمة اللواء/ علي محسن صالح ـ قائد الفرقة الأولى مدرع ـ ليشير بوضوح إلى معنى أن يكون الحق هو العنوان الكبير التي تنطلق منه وتصب فيه هذه الثورة من خلال ما عبر عنه بشجاعة لا نظير لها في تاريخ العسكرية اليمنية والعربية بقوله (نحن على استعداد أن نخضع تحت طائلة القانون شهوداً أو مسائلين عن أي شخص أو مظلمة أي مواطن حدثت منا في عهد علي عبد الله صالح). 
نحن إذاً أمام شخصية استثنائية تنقاد للحق وتناضل من أجله وتمضي في سبيله بهامة مرفوعة وقناة لا تلين، وإذاً فإننا أمام حدث بارز في الثورة، حيث أحد أهم أركانها وقادتها المناصر للثورة الشبابية يضع نفسه في مستوى المسؤولية، ويقدم ما يستحق أن يكون من أجل الوطن، حرية وعدالة، وبهكذا يصير للإنساني مجاله الحيوي، وتكون التحديات في الراهن والمستقبل قابلة للتطويع مادام وثمة من يؤمن بالعدالة، ويتحمل كامل المسؤولية عن حضوره في ذات النظام ويعترف بقوة ضمير أنه وزملاءه يتحملون مسؤوليتهم حين كانوا جزءا من هذا النظام حتى جمعة الكرامة، التي أريقت فيها الكثير من دماء الشباب الزكية الطاهرة دونما ذنب سوى أنهم يريدون الحرية والعدالة فكان الرد فاشياً لا يعرف الرحمة ولا يؤمن بالتغيير وهو الأمر الذي حذا باللواء/ علي محسن صالح وزملائه الأحرار لأن ينحازوا إلى الشباب وثورتهم السلمية، وأن يخوض معترك التحديات بهمة رجل مجرب وإنسان يتوق إلى إزالة الظلم.
 وحتى يكون لهذه الثورة زهوها ونقاؤها وتطلعاتها الكبيرة وهمة صعودها إلى الأعلى بجدارة الشباب وروحهم المتوثبة للغد نقيا، كان لزاماً على إنسان يمتلك المبادئ العليا والسامية وينتصر لوطنه المكلوم ويعمل من أجل رفعته والنهوض به، أن يقدم نفسه كشخص تحت طائلة القانون وكمواطن عادي.. 
وهنا فقط تكمن القوة الحقيقية للوطن الناهض من عثراته إلى حيث المرجو روعة، وهنا فقط يصير للثورة أخلاقاً رفيعة ونشعر أننا أمام شخصية تبدأ بنفسها قبل غيرها ولا تزايد أو تنافق وتمارس الدجل والزيف والكذب أو تعمد إلى اختلاق المبررات وتزوير الحقائق، شخصية تضع نفسها في ميزان العدالة، تبدأ بالمحاسبة لذاتها، وتفتخر أنها ليست بذات الأراجيف والظنون الآثمة التي دأب عليها النظام، حين لا يعترف بخطاء واحد وككل تاريخ حكمه من أوله إلى آخره أخطاء ولا يعترف بمظلمة واحدة لفرد واحد وتاريخه كله ظلم وطغيان على وطن بأسره ويشترط ضمانات خليجية وأمريكية وأوروبية، في حين اللواء علي محسن يحاسب نفسه ويقوم تجربته وينقدها بما فيها من أخطاء وانتصارات، ولا يتهرب أو يختبيئ بذرائع كيدية واهنة ويعترف بقوة أن ثمة مسؤولية تقع عليه باعتباره كان جزءاً من النظام هو ومجموعة من زملائه. 
هذا الاعتراف يضع مسافات أبحر وجبال بين شخصية تنقاد للحق وأخرى تتعالى عليه وتتهرب منه وتبحث عن ضمانات وترمي بكل أخطائها على آخرين في حين أنها كل الأزمات والظلم والحصار والقتل والتشريد والحصار وعسكرة الحياة وتحويل الوطن إلى برميل بارود قابل للانفجار وكل ذلك كان عنه النظام مسؤولاً وهو ما أدى إلى الثورة التي انتمى إليها الوطنيون الخلص... 
وإذاً نحن أمام مفارقة بين شخصيتين، فالنظام لا يقر ولا يعترف بشيء طوال "33" عاماً وكأنه ملك منزل من السماء لا يعرف الخطأ، وقديس القديسين، أوكأنه من أقام في الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً، في حين نجده متعثراً متخبطاً يبحث عن فوضى ينقذ نفسه من خلالها ويدور في ذات الحلقة المفرغة من الخطابات الجوفاء والكلمات التي طالما لاكها حتى باتت مملة تماماً ولا يقدر على تجاوزها لأنه أعجز من أن يعترف بأنه نظام مسؤول ومسائل.. وبالمقابل اللواء/ علي محسن صالح، يقر بالمسؤولية ويحترم الدولة والقانون والثورة نقية تقيم موازين العدل التي يؤمن بها من وازع ديني وأخلاقي ووطني وإحساس بالإنسان كقيمة عليا لا ينبغي الكذب عليه وتجاوزه وممارسة الأخطاء دون الرجوع عنها.. 
ولاشك أن قائداً فذاً بهذه الروح المنتصرة للثورة الشبابية السلمية يشكل بكل المقاييس أنموذجاً متميزاً ينظر إليه بإعجاب وتقدير بالغين، فحين تبدأ الذات بمحاسبة ذاتها فذلك يعني أن قوة الضمير حاضرة بقوة، وهي التي تتكلم، وأن قوة الضمير هي التي تعير الحياة معنى، وتدرك أهمية ما يجب أن يكون من فعل أخلاقي سامي، يحدث حين تموضعه متغيراً كبيراً على صعيد الثورة الشبابية السلمية، وهو متغير في المقام الأول أخلاقي طالما غيبه دهاقنة الرياء والنفاق.. وليس أعظم من الأخلاق التي تعلي التي تعلي من شأن الوطني، ومثل اللواء/ علي محسن صالح جعلنا نرقب الغد بثقة وتفاؤل كبيرين. فحيث يقوم الإنسان نفسه ويمارس عليها القسوة والنقد ويقد م النفس اللوامة على ما عداها، حيث كل هذا فإن الوطن يصير بخير، إذ أن النفس اللوامة هي من أخلاق المؤمنين والفرسان الشجعان وهي التي تقمع النفس الأمارة بالسوء وترديها قتيلة. . بهذا المعنى يقدم اللواء/ علي محسن ـ في كلمته معان رفيعة يفقهها من يدركون معنى المواطنة المتساوية والوطن حرية وعدالة وشراكة بين أبنائه والتحية للثوار الأحرار الشجعان.. التحية لأخلاق الفرسان وسمو تطلعاتهم. 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد