أين كنت الساعة الحادية عشر صباحاً يوم " الوقفة "؟
ـ قصدك عام " الوقفة "؟ كنت في سوق الماشية.
وكيف كنت في سوق " الماشية " والبلاد كلها " واقفة "؟
ـ مشيت على رجل واحدة، أو بالأصح "سبلة واحدة ".
وماذا كنت تفعل في سوق " الماشية "؟
ـ سؤالك هذا ينفع لأسد وليس لخروف.
جاوب على قد السؤال...؟
ـ كنت أدور على خروف للعيد زي ما تقل أضحية.
خروف يدخل سوق الخرفان علشان يشتري خروف شيء ولا في الأحلام!!؟
ـ شفنا اليمنيين مساكين لا حول لهم ولا قوة من شدة الفقر يا لله يوفروا ربع الدجاج فقررنا نحن معشر الخرفان أن نضحي ببعضنا البعض.
وهل اشتريت خروفاً للعيد؟
ـ الخرفان اللي في السوق " مضروبة " لا لحم فيها ولا عظم!
كلها شحم تنفع للبناشرة يشحموا بها السيارات.
ليش ما اشتريت خروف استرالي؟
براسهن جني، مزابطات، مرة زبطني خروف استرالي جلست سنتين مقاطع لنعجتي.
اشتري خروف صومالي؟
ـ ما في جسمه قطرة دم واحدة، كل شوية يضربوا له إبرة للفجيعة
هرب من الحرب في الصومال سباحة لليمن " بختك يا بربر أينما سرت والحرب تجاهك ".
بلاش الصومالي اشتري ماعز؟
ـ الماعز ممسوخ يشتي له قات وشجارة، مرة نطحت ماعز خرجت من بطنه عروسة مارلبورو.
فيه خرفان صينية في السوق؟
ـ قطع غيارها معدومة.
والحل؟
ـ اتفقت مع مجموعة من الخرفان أننا نستهم في ثور.
كيف تقول إن الخرفان قررت أن تضحي نفسها بنفسها لأن الناس لا يملكون ثمن الأضحية ونحن نشاهد أسواق الأغنام مزدحمة بالناس؟
ـ حبيبي الشعب طفران والناس المزدحمين حول سوق الأغنام كلهم بيشوفوا الخرفان ويسألوا على أثمانها من باب حب الاستطلاع.
وكيف عرفت أنه حب استطلاع فقط؟
ـ أول ما يشوف المواطن منهم للخروف يذبحه بعيونه ويطبخه بخياله، لأنه مش قادر يشتريه فيكتفي أنه يحلم به.
ـ قصدك ما أحد ع يضحي هذا العيد إلا المسؤولين؟
ـ ومن قلك إن المسؤولين بيضحوا بخرفان، المسؤولين يضحوا بالشعب، أما بالنسبة للخرفان فهي عندهم مثل مرقة ماجي بالنسبة للمواطن، على طريقه إلى سوق القات يومياً ينزل الفريم ويهتف بصاحب الخرفان:" اذبح اثنين وحطهم وسط كيس ".
كيف وصلت إلى سوق الخرفان؟
ـ فوق سيارة شاص طبعاً يعني متوقع أجي مثلا راكب هيلوكبتر وإلا انزل بمظلة زي المارينز؟
أيش اسم الراعي اللي رعاك؟
ـ الراعي الذهبي عبده نعنعي والراعي الفضي عبده مليم والراعي البرونزي شكليت أبو بقرة.
وما علاقتك بالأبقار؟
ـ لا يروح حسك بعيد، إحنا والبقر جيران وبيننا زمالة، أنا عمري ما جريت بعد بقرة بس اعرف ماعز صاحبي كان غاوي بقر.
هل لديك شهود على أن هناك عيد كبير في اليمن؟
ـ ما أنا.. الله لا شهدني بيقولوا.
بصفتك خروف بلدي ما هو شعورك إزاء الحالة التي وصلت إليها البلاد؟
ـ مثل هذه الأمة كمثل قطعان أغنام تفرقت ذئاب جائعة من أمامها ومن خلفها.
ويا محبي النبي صلوا عليه
Ghurab77@gimil.com
أحمد غراب
حوار ودي مع خروف بلدي 1995