موضوع اليوم هو رسالة من مواطن يمني وقد بدأ رسالته بالآتي: بعد السلام والتحايا، أعلم بأن موضوعي قد تم التطرق إليه من قبلك مرات عديدة ولكن اسمحي لي أن أوضح بعض الأمور ربما لم تعرفيها أنت ولا يعرفها المواطنون العاديون وهذه الأمور تتعلق بالانتخابات فعندنا أسمع علي عبدالله صالح يتحدث عن انتخابات مبكرة يقود إلى ذاكرتي تلك الأيام التي كنت أعمل بها في المراكز الانتخابية.
فأنا أعمل مدرساً والذي لا يعلمه الأغلبية أن المدرسيين يتم إدراج أسماؤهم بالمؤتمر الشعبي العام عموماً، كان يتم اختيارنا من أجل العمل في المراكز الانتخابية وكانت تعطى لنا تعليمات يتم تنفيذها إذا ما لاحظنا أن هناك اكتساحاً للمرشحين من غير المؤتمر كأن نضع بطاقات في تلك الصناديق وإذا لاحظت ولا حظنا الكل أن هناك أساليب تتبع إذا ما ثبت فشل مرشح المؤتمر في أي دائرة فإنه يتم على الفور استدعاء الجنود لانقاذ ذلك المرشح وهذا الأمر يعرفه الجميع، ما أردت أن أوضحه لكِ أن علي عبدالله صالح يطالب بإجراء انتخابات وهو على رأس السلطة كيف ذلك؟!.
أكيد المرشح الفائز سوف يكون إما ابنه أو أي شخص آخر مقرب له، هل تعتقدين أنه سيسمح لأي أحد من المعارضة بأن يفوز؟! أنا مواطن بسيط وأرى أن الانتخابات لا يمكن أن تجري إلا بعد أن تنحي علي عبدالله صالح، أما إذا ما بقى هو في السلطة فلا يمكن أن تقام انتخابات سريعة دون أي تزوير أو أي شيء آخر، إذا كانت الانتخابات البرلمانية والمحلية يتم فيها التلاعب بالصناديق والنتائج تكون غير صحيحة "مزروة" فما بالك بانتخابات رئاسية؟!، عذراً إذا كنت اطلت رسالتي ولكن ما بيدي حيلة "كان لازم أوضح لك وللقراء" حقيقة ما يجري بالانتخابات والسلام ختام.
في الحقيقة أعتقد الكل يعلم بأن هناك تلاعباً يحصل أثناء إجراء الانتخابات وأن الانتخابات لم تكن في يوم من الأيام نزيهة، أما فيما يتعلق بالرسالة فلك الشكر على تلك المعلومات.
وعموماً علي عبدالله صالح مُصر على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لأنها خلاصه وملاذه الآمن الذي يحميه من المحاسبة والمعاقبة وهو الآن سيلف ويدور حول هذه النقطة ويمارس كافة الضغوطات الممكنة بحق هذا الشعب من إرهاب وقتل وتجويع وجنون أسعار البنزين وللمواد الغذائية وانطفاءات للتيار الكهربائي، "صنعاء ـ تعز" وبقية المحافظات، كل ذلك حتى يصرخ المواطن ويقول كفاية خلاص ارحمونا نريد انتخابات عشان نخلص!! هكذا يفكر.
وهل سياسة الضغط على الشعب تحقق النتيجة المرجوة؟! من ينظر إلى الواقع سيرى أن ما يفعله النظام من ممارسات لا تشكل إطلاقاً ورقة ضغط على المواطن؟!.
فالمواطن على الرغم من كل ذلك لازال يصرخ ويهتف من أجل نيل الحرية وتحقيق العدالة من أجل بناء الدولة ومن أجل بناء الدولة المدنية الحديثة ولازال الكل في الساحات مهما مارست السلطة أي ضغوطات.