;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

مسؤولية من؟! ..... 2156

2011-10-31 05:15:59


هؤلاء المغرر بهم مسئولية من؟ المغرر بهم حداً يصلون فيه إلى إزهاق الأنفس المحرمة، والجرأة على الدم المعصوم، والمسارعة إلى ارتكاب المجازر البشعة التي لم يحدث مثيلها في إسرائيل، والإقدام على فظاعات تنتهك حرمة المسلم في دمه وعرضه وماله، مما لا يفعله الأعداء بالأعداء، فالعدو الإسرائيلي لا يرتكب أمام الكاميرات ما يقترفه هؤلاء قساة القلوب وغلاظ الأكباد من سحب للجث، وضرب للمتظاهرين السلميين بالأسلحة الثقيلة.
إن هؤلاء المغرر بهم ممن يمارس القتل سواء من الحرس أو من الأمن المركزي أو من القوات الخاصة أو من المجاميع المستأجرة يحتاجون إلى من ينبههم من غفلتهم التي يتخبطون فيها، وهم إذا لم يخافوا الله تعالى والدار والآخرة، فسيخافون على أنفسهم من الجزاء العادل في الدنيا، وهم إذا لم يراقبوا الله سبحانه في المسلم الموحد، الذي هو أخوهم في الدين والوطن والإنسانية فسيرهبون لحظة القصاص وحز الرقاب وضرب الأعناق لمن لطخ يده بالدم، ولوث نفسه بالجرأة على قتل النفس المحرمة، قال الله تعالى: {كتب عليكم القصاص في القتلى}.
وإذا كان هؤلاء المغرر بهم يحتاجون ـ في لحظة القصاص ـ إلى أي جهد أو كلمة أو موقف ينقذ رقابهم من سيف القصاص فإنهم اليوم أكثر حاجة إلى من ينبههم إلى أن التكنولوجيا لا تكذب، فصورهم محفوظة وهم يطلقون النار، ويسحبون الجثث، ويعتلون أسطح المنازل، ويظهرون من الأزقة، ويتبجحون بحمل السلاح وقذف الحمم القاتلة، أو يحرضون على القتل ويتهمون المتظاهرين بالخيانة والعمالة، وهذه الصور محفوظة وشاهدها الملايين كلما في الأمر أن المحاكمة لمن ارتكب تلك الفظاعات قادمة إن شاء الله تعالى، وقد وصفهم النظام بأنهم خونة حين صرح أن الخونة يقتلون المتظاهرين، وهؤلاء الخونة غير مجهولين فصورهم في معروضة في الشاشات.
من واجب الرحمة أقول: ما أحوج من سقطوا في مستنقع العنف أن يعرفوا مخاطره، إنهم الآن منتشون بقدرتهم على القتل، ولا يشعرون بلحظة الندم،عند الجزاء العادل، فالمقتول من المتظاهرين أو السائرين يقتل غدراً، لكن الذي يقاصص بهم يذوق الموت مليون مرة، ثم يواجه الموت وجها لوجه، فخير لهم أن يرعووا اليوم ويعلنوا توبتهم وأوبتهم ورجعوهم عن غيهم هذا رحمة بهم وشفقة عليهم، فما أحوجهم إلى هذا النصح، وأشد فاقتهم إلى هذا التنبيه والتذكير، وهم يحتاجون العمل به أعظم من حاجتهم إلى حق الرحمة لحظة تنفيذ القصاص، ذلك أن الله تعالى قد أخبرنا بأنه أعطى ولي الدم سلطاناً من لدنه، وأن الغلبة والنصر له، قال الله تعالى: {ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً} سلطان من الله ولن يغلب سلطان المخلوق سلطان الخالق أبداً.
إن هؤلاء المغرر بهم المعتزون بقوة من يأمرونهم، والمستكبرون بما يمتلكون من سلاح في أيديهم يغفلون عن حقائق مهمة في الدنيا قبل الآخرة، يغفلون عن حقيقة أن أية تسوية سياسية ـ لو حدثت- فلن تشملهم لأنهم مستأجرون للمهام القذرة فحسب، وسيتركهم النظام ليلاقوا مصيرهم المحتوم، وربما يبادر بعضهم النظام نفسه لإخفاء الجريمة، فيكون ذلك من قصاص الغيب، وتحقيقا لقول الله تعالى: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا} ومنه القول المأثور من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه. على أنهم لن يفلتوا من العقاب في كل الأحوال فالنفس لا تغيب، فالله تعالى يحصي أعمال العباد، أحصاه الله ونسوه، وهو سبحانه وتعالى قد أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، ولا تخفى عليه خافية، قال الله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر. وكل كبير وصغير مستطر} فلماذا يورطون أنفسهم فيما لا طاقة لهم به، لا في الدنيا إذا واجه القتل قصاصا، ولا في الآخرة إذا لقي الله غير تائب ولا منيب، قال الله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}.
إن الثوار والثائرات يهتفون في مسيراتهم سلمية سلمية، معنى سلمية سلمية: أنهم لن يعتدوا، وليس معناها أقتلوا ولن تحاسبوا، إن القانون بشريعة الله ينتظر من قتل نفسا، أو سفك دما حراما للقصاص، {ولكم في القصاص حياة} وذلك أن الأماني لا تغني عن الإنسان شيئا، فالجزاء من جنس العمل، قال الله تعالى: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} وليا يدفع عنه ولا نصيرا ينصره.
وأستدرك فأقول إن باب التوبة مفتوح، وإن الله يفرح بتوبة العبد، فهيا كلنا جميعاً إلى الله تعالى، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب، ولنستمع جميعاً لقول الله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً}.
فهل من مجيب اللهم اغفر لنا إسرافنا في أمرنا برحمتك وأنت أرحم الراحمين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد