لا ريب في أن الرئيس اليمني قد بلغته تحذيرات مراقبين ومحللين، مما ينحدر إليه اليمن، وما ينتظره إثر استمرار هذه الأوضاع البائسة والمتدهورة، والتي أخطرها أن اليمن حالياً صار على شفا مجاعة، فضلاً عن الفوضى التي تتفشى، والتي تعكس تقلص سلطة الدولة وانحسارها على نحو خطير.
والسلطة تتبدى في امتداد الأمن واتساع الاستقرار وسيادة القانون والقيام بكل واجبات الدولة من تنمية وخدمات وإنتاج وممارسة سليمة للحياة السياسية، وفقا لدستور وطني تهتدي إليه الجماعة الوطنية بكل ممثلي أطيافها.
أما أن ينعدم كل ذلك ويغيب غياباً قهرياً فذلك يعني أن الأزمة كبيرة، وأن استفحالها بمعدل كبير وارد، بل من المؤكد حدوثه.
ولا شك أيضاً في أن الرئيس اليمني قد بلغته نداءات دول وعواصم وأمم وشعوب تطالبه بالتنحي عن السلطة، وتجنيب بلاده الدماء التي تنزف كل يوم.
أما أن يتجاهل الرئيس كل ذلك، ويتنكر لإرادة المجتمع الدولي فضلاً عن تغييبه المتعمد لإرادة شعبه، ففي ذلك المأساة، التي تنخر في كل ما تبقى له من شرعية، إن لم تمحها تماماً.
ويفترض بالرئيس صالح أيضاً الاتعاظ من أحداث تمر بها المنطقة، كما يفترض به القناعة أن التركة الثقيلة في اليمن كما تركها، وكما ترتبت على نظام غير رشيد، رغم حكمه الذي امتد أكثر من ثلاثة عقود، تحتاج إلى قيادة جديدة، وإلى رؤى مغايرة، وإلى آليات إدارة للموارد والطاقات المتاحة على نحو مغاير، حتى يمكن وضع حد لهذا التدهور، ولتنجح هذه القيادة الجديدة في إعادة اللحمة في اليمن إلى سابق عهدها، بدلا من تعميق الشروخ ونكء الجروح، وإطلاق شبح الانفصال الذي يتهدد وحدة اليمن.
نقلاً عن الوطن القطرية
رأي الوطن
اليمن والمجهول 2074