في إبريل الماضي تفاءل موظفو مكتب ضرائب أمانة العاصمة بصنعاء بوصول إدارة جديدة تتفهم أوضاعهم، خصوصاً بعد الاجتماع الذي عقده المدير الجديد -الذي تم تعيينه حينها- وأسرف في نثر الوعود بتحسين أوضاع المكتب وموظفيه وكنس معاناتهم بعيداً، بدءاً من رفع المستحقات وووو وانتهاءً بالتأمين على حياة الموظفين، الأمر الذي رفع الروح المعنوية لدى كادر المكتب وانعكس ايجابياً على أدائهم الذي أثمر كثيراً وبدا واضحاً من خلال النقلة النوعية التي شهدها المكتب من خلال إنجاح حوسبة العمل الإداري والضريبي وتطوير فاعلية الأداء.
   ما الذي يحدث.. لقد اقتربت نهاية العام 2011 والوعود التي نثرها المدير الجديد منذ ستة أشهر ما تزال رهينة رأسه وربما لم يعد يتذكرها البتة.. موظفو المكتب يا مدير يذكرونك بتلك الوعود إذا كنت نسيتها - فسبحان الذي لا يسهو.
   همسة .. المتأمل قليلاً في ما يعانيه موظفو المكتب سيجد أن الموظف يستلم (مرتب+حافز+ مكافأة) مجموع هذا كله لا يتعدى 60 ألف ريال فقط.. المهم أين يذهب هذا؟ نجد أن هناك شيئاً اسمه تقييم شهري للموظف يقوم به شؤون الموظفين وهذا التقييم يعمل على تحفيز العاملين ويتم استلام الراتب والمكافأة ويخضع الحافز فقط للتقييم .. ما يحدث هو أن التقييم يطال كل من (الراتب والمكافأة والحافز والإضافي ) لماذا يحدث هذا.. الحقيقة أن قسم مراقبة الدوام وشؤون الموظفين يحصل على مكافأة مجزية نظير خصمياته تلك على الموظفين ويتقدموا إلى إدارة المكتب باعتزاز لطلب مكافأة تحت مبرر توفير للمكتب مليون أو آخر من رواتب الموظفين..
   خيبة الأمل الذي أصابت كادر مكتب ضرائب أمانة العاصمة لم تعد بسيطة.. أتذكر منذ ستة أشهر صديقي الذي أصابه الملل كثيراً - عهد الإدارة السابقة- وأصبح لا يبالي حتى بالأقساط التي تطال راتبه البسيط بسبب غيابه المتكرر فجأة أصبح نشيطاً جداً ضمن كادر المكتب والأسرع إنجازاً.. فقد فعلت الوعود فعلها.
   الآن يقول لي صديقي إنه أصبح مصاباً بالملل أكثر من قبل وأنه لم يعد يحتمل الوضع نهائياً.. لكنه لم يعد وحيداً في شعوره هذا وأصبح جميع عاملي مكتب أمانة العاصمة يشاطرونه مصابه هذا وليس لهم قدرة على الاحتمال أكثر.. حالة من الإحباط الشديد أصابت موظفي المكتب وغابت روح التفاني والأداء، الأمر الذي انعكس أثره على العمل الضريبي.