(ربما تعز أهدأ وضعاً من صنعاء)، هكذا لسان حال النازحين من صنعاء إلى تعز، ولكن بمجرد وصولهم إلى أول نقطة تفتيش خارج تعز حتى تهتز الرؤية المتوقعة وتنهار أكثر حينما ينصتون الليل لموسيقى القذائف التي لا تختلف عن تلك الذي بصنعاء.
ليل تعز لا يختلف عن ليل صنعاء بشيء, الأصوات نفسها تتعالى وصرخات النساء والأطفال تدوي مع كل صوت انفجار ونبأ عن سقوط قذيفة على بيت أو إنسان, ومازالت صنعاء وتعز ملاحم صمود وإباء, ومازال من له مصلحة بالبقاء يسفك دم شعبه ويهدم وطنه دون أدنى شعور بالإنسانية وليس له تبرير على جرائمه إلا بجرائم أبشع منها, وليس له مواقف تُذكر أمام أي قرارات دولية أو إرادة شعبه، إلا كموقف معتوه قادته أعماله لنهاية بشعة.
* صنعاء جرحٌ غائر:
صنعاء اليوم جرحٌ غائر وأشبه ما تكون مدينة أشباح, أكثر مناطقها محاصرة تماماً ومُظلمة وتسكنها فقط أصوات المدافع والقذائف بداية من الحصبة، ومروراً بصوفان، ووصولا لهائل وكنتاكي, إضافة إلى الأضرار الفادحة التي لحقتها وتُلحقها أحقاد من يكرهون صنعاء حين تنصَب على ساكنيها قذائف وشظايا.
كيف لي أن أحدثكم عن صنعاء وهي تلك المدينة الساحرة التي تئن في المدى، فيتجاهلها بعض الورى وتدور وجوههم عن الدماء والأشلاء ليلتحفون الجُبن والصمت!!.
صنعاء ستظلين منارة يُستدل بها, ستظلين رغم وجعك، رغم الأنين، أُماً، بحنوها وبغضبها، وستعودين كما كنت قِبلة المسافرين (لا بد من صنعاء وإن طال السفر).
* تعز.. مولد الصمود:
منذ بداية الثورة تُقدّم خيرة أبناءها ونساءها، لترسم حدود الوطن وتُجهض كل محاولات إذلالها وكسرها، فتعلن مولد الصمود على أيدي أبناءها في كل شبر من أرضها.
تعز اليوم تتصدى لحوافر الظلم والطغيان الناهشة في جسدها الطاهر.. وقلعتها الساحرة القاهرة تصب عليها الغدر بحمم النار، فتغرز في ثنايا حواريها وشوارعها (آه) مدوية, ما ذنبها تعز يا قلعتها وماذا اقترفت حتى تنثني عليها أدوات الشر كلها من قلعة شماء لطالما شهدت أعراس الحرية؟!.
ما الذي دهاكم يا أبناء اليمن حتى تشمرون سواعد الإجرام لقتل إخوانكم وتغرسون سموم لا تقتل ولن تقتل تعز الصامدة، ولكنها ستفتح ندبة تتسع مع أهواءكم اللعينة.
أيستحق رجل مهووس بالدم وطامع بالشر أن تخسروا وطن لأجله؟.. وااا حر قلبي على من يسمي نفسه (حامي الوطن) وهو أول من يُدمرها ويسرقها وينهبها، وألف (آه) على من لا تمنعهم ذرة إيمان عن سفك دماء وارتكاب أبشع الجرائم في أبناء الشعب الصامد.
أين الشرعية التي تتحدثون عنها في جرائمكم والتي لم تقترفها إسرائيل بحق شعب مسلم واقترفتموها بحق أبناء شعبكم.. قتل وقنص وتدمير وسرقه ونهب.. وماذا بعد؟!.
يبدو أنكم لا تعرفون تعز، راجعوا تاريخها.. هاهي تُنشد كما تُنشد صنعاء الصمود.
قسماً أن تعز لن تخضع
أو تخشى قصفاً من مدفع
أو تحني رأساً ما دامت
أوصال الفاسد لن تقطع
فالطفل بداخلها ليث
والمرأة سهم لا يمنع
والكهل شباب بل أقوى
وبكل ثبات يتمتع
فأقتل ما شئت كما تهوي
سنظل الأقوى هل تسمع؟!