الحديث اليوم عن المبادرة الخليجية صار خيانة لتلك الدماء الزكية التي سفكت على أيدي قوات بقايا النظام خلال الأشهر الماضية في مختلف محافظات الجمهورية وأصبح من الواجب على كل يمني حر شريف الوقوف صفاً واحداً مع أولئك الأبطال المرابطين في ساحات الحرية والتغيير في مختلف المحافظات لتحديد ساعة الصفر والزحف نحو دار الرئاسة لإلقاء القبض على بقايا النظام وكافة رموزه المتورطين في قتل أبناء الشعب اليمني, ويجب أن يكن هذا هو رأي أحزاب المعارضة، ممثلة باللقاء المشترك وكذا مختلف الائتلافات الثورية والمشائخ والوجاهات السياسية والسياسيين والبرلمانيين والمثقفين والقوات المسلحة الذين أعلنوا انضمامهم وتأييدهم للثورة الشبابية الشعبية السلمية في بلادنا وأي رأي يقول غير ما سبق فإنه يعد تواطؤأ مع نظام صالح لا يختلف كثيراً عن تواطؤ الأنظمة الشقيقة التي رفضت تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم القتل التي ارتكبت مؤخراً.
ونقول لمن لا يزالون يفتحوا آذانهم لأصوات أخرى غير صوت الشعب وانين الجرحى وآهات الثكالى ومن يلتقون بالمبعوث الخليجي أو الأممي باسم من تتفاوضون؟ وعن ماذا تتحدثون؟ ومن خول لكم الحديث باسم الشعب والتفاوض في أرواح شهدائنا الذين قطفتهم رصاصات الغدر والإجرام وهم في ريعان شبابهم؟ وأي دساتير أو قوانين أو دين يسمح لقاتل النفس بالهروب دون محاكمة أو عقاب؟!!، فهل خول لكم آباء وأمهات وأهالي وأقارب الشهداء بالحديث عنهم والتهاون والتفاوض حول دماء أبنائهم؟!!.
لقد رحبنا بالمبادرة في بداية الأمر وقلنا عسى أن يتعاون الأشقاء معنا بالضغط على هذا النظام ورحيله من البلاد بأقل الخسائر وحقناً للدماء اليمنية من الطرفين, لكن عندما رفض صالح التوقيع على المبادرة قلنا إن المبادرة أصبحت مضيعة للوقت وفرصة لبقايا النظام لارتكاب المزيد من القتل ونهب خيرات وثروات البلاد وقلنا حينها إنه صار من الواجب علينا جميعاً الزحف نحو دار الرئاسة لإسقاط النظام وإلقاء القبض على القتلة والفاسدين والمجرمين.
لقد سقط شهداء منذ ذلك الوقت والى اليوم بالآلاف سواء في ساحات الحرية والتغيير أو في أرحب ونهم وتعز وعدن وأبين والحديدة وإب وغيرها وكذلك هم الجرحى وكلنا قد حافظنا على ما تبقى من ثورة تم نهبها خلال الأشهر الماضية, أما اليوم وبعد هذه المجاز الوحشية فأصبح من الواجب علينا جميعاً أن نقول لإخواننا الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، شكراً لكم وهذه مبادرتكم لم تعد مقبولة ونحن نردها إليكم وندعوكم باسم الأخوة والجوار أن تكونوا في موقف حياد تجاه بلادنا وشؤونها الداخلية, كوننا لا نتدخل في شؤونكم وكذلك هي الرسالة نوجهها للأصدقاء في الغرب والشرق لنحدد سويا موعد الحسم وساعة الصفر وندعو جميع القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية لتغطية هذا الحدث العظيم ونحن نزحف بصدورنا العارية ونقول للعالم انظروا إلينا لسنا جنود الفرقة الأولى مدرع أو أنصار الشيخ الأحمر أو الزنداني أو الإخوان المسلمين كما يدعى النظام, نحن عامة الشعب اليمني أردناها ثورة وقررنا الحسم وبذلك فقط نكون قد انتصرنا لتكل الأرواح البريئة والدماء الطاهرة الزكية التي اغتالتها رصاصات الغدر وقذائف الإجرام من بقايا نظام صالح وإنها الثورة حتى النصر بإذن الله.