;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

لا قيمة للوطن مقابل الزعيم المعبود!! 2506

2011-10-18 05:13:07


  • "يصبح العالم أفضل عندما يخاطر الناس بشيء لجعله أفضل"
  • (باولو كويليو)

لماذا النار على السلام، على الحرية؟ لماذا السيل من الدماء؟ لماذا الخوف في الأزقة والحارات والميادين والساحات وفي أرجاء الوطن؟. لماذا الخوف من الجماهير حين تهتف تحيا الحياة يسقط الدكتاتور؟. لماذا كان النظام تنتفخ أوداجه ويزداد فخامة حين كانت تهتف باسمه الجماهير في الميادين وهو الآن يخشاها بتطرف شديد حين تنادي بالتغيير والثورة؟. ما الذي دفع النظام إلى هكذا قتل على من كان يحبه ذات زمن؟ لماذا القتل والسحل والخطف والتشريد والقصف البري والجوي والقنص والحصار وما لا يخطر على قلب أعتى الطغاة؟؟ ألم يرق قلب هذا النظام لحظة وهو يرهق شعبه ويمسسه بقرح في حق من منحوه عمرهم؟ وهل الكرسي أثمن من مواطنيه وشعبه ووطنه؟. الواقع أن المرء يصاب بحيرة وخيبة أمل كبيرة وهو يرقب بأسى الذي يجري، الحيرة في أن أحداً ما كان ليصدق أن هذا النظام بهذا الجنون والطيش ورغبة من دم وقهر، وخيبة أمل حين يجد أن ذات الجماهير التي صفقت له وهتفت باسمه ورفعت صوره ورأت فيه مستودع الحكمة،هي ذاتها التي يقتلها اليوم وتقهر من قبله وتغتال على حين غرة، وتقصف في كل الأوقات دون شعور من النظام أنه حتى مسؤول عن فرد منها، كل هذا القتل بإسراف شديد وما يزال يصر أنه ليس مسؤولاً عن كل هذا السيل من الدماء وأنهم (الملايين) مغرر بهم خرجوا لحتف أنفهم.. ويسأل المرء كم يحتاج هذا النظام من الشهداء والجرحى حتى يعترف بحق الشعب في الحرية؟ وكم يحتاج الوطن لينزف حتى يدرك النظام أهمية ما تطالب به الجماهير من حياة كريمة؟! أمر فعلاً يحير المتابع لما يجري من إراقة دم وتنصل من مسؤولية، حين يرى كل هذا العبثي يقدم بإتقان شديد وقدرة فائقة على البطش وقنص الأطفال. ولا يتحرك للنظام رمش خشية من الله وخوفا من قادم يحاسب عليه على الأقل دنيويا. ويزيد المرء دهشة أن تجد إعلاماً مزوراً مدمراً ماحقاً بغيضاً إلى الشعب يبرر للقتل ويراه من موجبات ولي الأمر على الرعية، وأنه في سبيل الزعيم يرخص كل شيء الوطن والمال والنفس .هكذا دفعة واحدة لا قيمة للوطن مقابل الزعيم المعبود من قبل قيادات هذا الأعلام الرخيص فعلا،القائم على غرس الكراهية والحقد والغلو والإقصاء ونزعة العنف والكراهية وتمجيد الذات الفردية ممثلة في الزعيم وعبادة السلطة دون الله رب العالمين واعتبار ضحكة العلي العظيم كما رفعه زنيم منهم أغلى من يوم طلعت عليه الشمس، وأنها أكثر بهاء ورونق مهما كان نزيف الدم ا.وزيادة على هذا يطل على الشعب عالم جاهل يؤيد ويفتي لكل هذا العبثي ،يرى إليه حقا من حقوق ولي الأمر على الغلابا وأن القتل هنا فقط مباح باعتباره خروج على الجماعة ولا راد لقضائه.. وإذ يتضافر الإعلامي والديني والثقافي السلطوي في هذا الاتجاه المعزز للدم ومباركة القتل.. حينئذٍ فقط يكون للنظام سلاح يعتد به ومرجعية يستند إليها، يصير قتله للجماهير لتعود الطيور لأوكارها ،والرمال لذراتها ،والجماهير لملهما... ويتحول هؤلاء شهود الزور ودهاقنة الموت إلى البشاعة كلها حين لا يستيقظ ضمير أحد منهم ويقول: كفى قتلاً وزوراً وبهتاناً نحتاج إلى الإنابة إلى الله.. يرون هؤلاء العالم كله يحتج ويدين والشعب من أقصاه إلى أقصاه بملايينه في الساحات يقاوم ويناهض الغطرسة والقهر والصلف ويرفض البقاء في الأسر والعبودية والاستئثار بمقدرات وطن، فيما شهود الزور يزيدون في التمادي ولا يصغون لضميرهم الوطني والديني ويضعون ولي أمرهم (قديس) مرسل إنه صنو الأنبياء ،من حقه أن يهب الحياة ويسلبها ممن يشاء .وهؤلاء شهود الزور لا يخجلون حتى من أبنائهم حين ينظرون إليهم وهم يأكلونهم حراما ولا يعودون إلى ذواتهم خوفا وقد رأوا العالم يموج بالسخط على الفضائع في حق الشعب ومجلس الأمن يعقد العزم على قرارات قابلة لأن تتحول إلى عقوبات في فترة وجيزة وعلماء أمة (لا إله إلا الله) كلها تدين وترفض هذا البطش ..وعلماء النظام وحدهم يباركون الدم والنزيف.. ونستغرب ونحن نلاحق الهذيان لهؤلاء بقليل من الفتاة ،كيف استوطن فيهم الخبث حتى أنهم ذاته لا ينقصون شيئا.في حين يدفع الوطن الثمن باهظاً من أجل الحرية والكرامة له ولأبناء هؤلاء شهود الزور.. ويزداد الوطن صمودا وصلابة حين يرى أن من كان يضعه الشعب على هاماته قائدا ملهما، هو الآن يجيد القنص والقصف في آن.. وإذا كيف للشعب أن يهادن العبودية والقهر. الواقع أنه من الصعب أن يبقى أسير كل هذا المجحف ولا يقاوم، فالجماهير توقن هنا فقط أن عليها أن تدفع الثمن باهظاً وباهظاً جداً، من أجل الحياة والحرية، فلا مجال أمامها غير النضال للتحرر من تركة ثقيلة.. فالحرية غدت اليوم مطلباً ضرورياً، والجماهير الهادرة هي اليوم من يجيب ويرد على كل هذه الضراوة العبثية ورفض شهود الزور الذين يمنحون القاتل صكوك غفران لمزيد من الدم وقتل بريء يرفع علم وطنه ويمجد حياة حرة وفي المقابل ثمة زنيم ماحق يبرر للجريمة ولا يحفل بالجراحات وآهات المظلومين قدر احتفائيته بما اكتسب من الإثم دراهم معدودة وثمن بخس ،بها يشري لقيمات لأطفاله ويرفل قليلاً. فتعسا لشراب الدم ومن يلعقون الجراح ويغمسون لقمتهم بدم طفل بريء ويتنا ولونها في صباح سخط الله عليهم. تعسا لهم وتبا لكروشهم المنتفخة حراماً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد